استغلت جبهة البوليساريو زيارة رئيسة الدبلوماسية الأمريكية كوندوليزا رايس للمنطقة المغاربية لتعلن عن انضمامها إلى حلف أمريكا في محاربة الإرهاب، مؤكدة أنها دولة مسؤولة، وتحترم التزاماتها، مقدمة نفسها على أساس أنها عامل استقرار بالمنطقة وبإفريقيا. وحثت رسالة بعث بها محمد عبد العزيز، زعيم البوليساريو، رايس، التي أنهت أمس زيارة رسمية للمغرب، على الضغط على المغرب لحمله على القبول بطروحات البوليساريو الداعية إلى حق تقرير المصير. وطالب محمد عبد العزيز المسؤولة الأمريكية باغتنام فرصة زيارتها للمغرب العربي للتدخل لدى المسؤولين المغاربة و«إقناعهم بالرجوع إلى الشرعية الدولية، لإعطاء المفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء إمكانية الوصول إلى تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير عبر استفتاء عادل ونزيه». وكشفت الرسالة عن كون الجبهة قدمت خطة تأخذ بعين الاعتبار انشغالات الطرف المغربي في حالة استقلال الصحراء، وتمنح للمغرب امتيازات هامة على المستوى الاقتصادي، الثقافي، البشري والأمني، بما في ذلك قضايا متعلقة بالجنود المتمركزين بالشريط الحدودي. إلى ذلك أوضح أوبي البشير، سفير الجبهة لدى نيجيريا، في تصريح ل«المساء» أن الرسالة التي بعث بها عبد العزيز كانت مناسبة للفت نظر المسؤولة الأمريكية إلى واقع حقوق الإنسان بالمنطقة، باعتبارها مسألة غير قابلة للتأجيل، مشيرا، في السياق ذاته، إلى أن الهدف من هذه الرسالة هو وضع الولاياتالمتحدةالأمريكية، باعتبارها القوة العظمى في العالم، في الصورة حتى تعلب دورها الكامل في إقناع المغرب بالعودة إلى قواعد اللعبة الأصلية. ونفى أوبي أن تكون هذه الرسالة دعوة ضمنية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية للوساطة بين المغرب والبوليساريو لحل النزاع القائم، مشيرا إلى أن الوسيط الوحيد هو منظمة الأممالمتحدة. وكشف أوبي أن الرسالة توصلت بها رايس عبر القنوات الدبلوماسية المعتادة ولم تتسلمها خلال زيارتها للجزائر. وكان خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، قد صرح بأن المغرب يراهن على تبصر السياسة الخارجية الأمريكية في معالجة ملف الصحراء، مضيفا أن «مواقف الدبلوماسية الأمريكية إزاء هذه القضية، خاصة على صعيد مجلس الأمن، أبانت عن أن الإدارة الأمريكية تدرك تماما جميع معطيات هذا الملف»، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الأمريكية ستعي كيف توظف هذه المقاربة للخروج بهذا الملف من النفق المسدود، والذي يراهن الآخرون على أن يبقى بين الرفوف. من جانبه، اعتبر عبد المجيد بلغزال، عضو الكوركاس، في تصريح ل«المساء»، أن رسالة البوليساريو إلى رايس لا تأثير لها على الواقع، وأنها مجرد محاولة من جانبهم لإثارة الانتباه إلى كونهم موجودين بالمنطقة، مضيفا أن هذه الرسالة لا أهمية لها بالمطلق، وهي عملية يائسة للتعبير عن الوجود وليس لها أي تأثير. وفي موضوع ذي صلة، أعلنت العديد من الهيئات المدنية والحقوقية بالرباط عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان عصر أمس الأحد احتجاجا على زيارة رايس للمغرب. وقد دعت إليها كل من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ومجموعة العمل الوطني لمساندة العراق وفلسطين.