قررت عائلات وأسر معتقلي ما يعرف ب«السلفية الجهادية» الرفع من وتيرة احتجاجاتها من أجل المطالبة بتفعيل اتفاق 25 مارس، الذي كان يرمي إلى حل ملف المعتقلين على خلفية قانون مكافحة الإرهاب، عن طريق الإفراج عن المعتقلين الإسلاميين عبر دفعات وتمكينهم من كافة حقوقهم إلى حين الإفراج عنهم. ويأتي قرار تنظيم الأسبوع الاحتجاجي الذي سطّرتْه لجنة العمل المشتركة لتنسيقية الحقيقة وتنسيقية المعتقلين الإسلاميين السابقين في إطار سلسلة نضالية تحت شعار «الكرامة والحرية للمعتقلين الإسلاميين». وقالت حسناء مساعد، عن تنسقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة، إن هذه الوقفات تأتي في إطار سلسلة الوقفات التي باشرتْها لجنة العمل المشترَكة لتنسيقية الحقيقة وتنسيقية المعتقلين الإسلاميين السابقين منذ الحصار الذي ضُرِب على المعتقلين. وأضافت مساعد، قائلة في تصريحات ل»المساء»: «نريد فك العزلة عن المعتقلين داخل السجون، مع تشبثنا بتنفيذ اتفاق 25 مارس، الذي وقعت عليه الدولة»، معتبرة أن الدولة اعترفت بحدوث تجاوزات في هذا الملف، وبالتالي «فإننا متشبثون بإنهاء الاعتقال على دفعات وفي آجال مقبولة». وافتتحت لجنة العمل المشترَكة لتنسيقية الحقيقة وتنسيقية المعتقلين الإسلاميين السابقين هذه السلسلة النضالية من خلال تنظيم وقفة احتجاجية، صبيحة أمس الاثنين، أمام السجن المحلي «تولال2»، الذي كان، أيضا، مسرحا لتنظيم وقفة احتجاجية خلال نفس الشهر نظّمتْها اللجنة المشتركة لتنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة وتنسيقية المعتقلين الإسلاميين السابقين، احتجاجا على ما أسموه «الحالة المزرية التي يعيشها المعتقلون». أما خلال اليوم الثلاثاء فستنظم العائلات وقفتين احتجاجيتين، الأولى صباحا أمام محكمة الاستئناف في سلا، التي صدرت عنها أحكام هؤلاء المتابعين في إطار قانون الإرهاب، أما مساء فسيتّجهون إلى السجن المحلي في سلا لتظيم الوقفة الثانية. وفي إطار برنامجها الاحتجاجي دائما، ستنظم لجنة العمل المشتركة لتنسيقية الحقيقة وتنسيقية المعتقلين الإسلاميين السابقين وقفة احتجاجية بعد غد الخميس أمام المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في حين ستتجه عائلات هؤلاء المعتقلين إلى طنجة مساء يوم الجمعة من أجل الاحتجاج على استمرار اعتقال أفراد أسرهم في السجن المحلي. وعن تزامن هذا الأسبوع الاحتجاجي مع احتفالات عيد العرش، الذي يعتبر مناسبة للعفو على مجموعة من المساجين، أكدت مساعد أن لجنة العمل تستغل أي مناسبة من أجل تسليط الضوء على وضعية المعتقلين ومظلوميتهم، رغم أن هذه الوقفات تمت مباشرتها موازاة مع ترحيل المعتقلين من سجن سلا. وكان منتدى الكرامة قد نظم، في الأسبوع الماضي، ندوة صحافية لتسليط الضوء على ما يتعرض له المعتقلون المحكومون بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب من «تعذيب وممارسات ماسة بالكرامة وبالحقوق»، في كل من سجني «سلا 2» و«تولال 2»، وكذا في سياق ما تعرفه بقية السجون من إضرابات مفتوحة عن الطعام، يخوضها معتقلو ما يسمى السلفية الجهادية منذ 6 يونيو الماضي احتجاجا على «تجريدهم من كل حقوقهم ومكتسباتهم داخل السجن».