بدا مصطفى عوشار المدير التقني الوطني السابق لجامعة ألعاب القوى غاضبا من خلال نبرات صوته، وقال في مستهل حديثه مع «المساء» إن مهمته انتهت، وإن على الصحافيين البحث عن كبش فداء آخر، لكن تدريجيا بدأ الرجل يسترجع هدوءه المعتاد ويقدم معاينة واقعية لوضع ألعاب القوى، معتبرا اللجنة المؤقتة سببا رئيسيا للأزمة، مشيرا إلى حرصه على تهيئ الظروف الملائمة للمدير التقني الجديد سعيد عويطة. - هل كنت تنتظر قرارا ينهي مهامك كمدير تقني للجامعة؟ < أنا أعاتب الصحافة لأنها ساهمت في هذا الوضع وقدمتني كسبب رئيس لما أسمته نكبة ألعاب القوى المغربية، والحال أن أعضاء في المكتب الجامعي يتحملون أيضا نصيبا من المسؤولية، ثم إن الرياضة المغربية في حالة إفلاس، وعوشار الذي ظل مستهدفا لم يبع الوهم للمغاربة، بل صرحت بأننا بصدد تكوين منتخب للمستقبل، وأعني أولمبياد 2012، أما عن قرار الإقالة فلم أكن أنتظره لأننا كنا نعمل وفق استراتيجية بعيدة المدى، لكن أنا على استعداد لمساعدة صديقي سعيد عويطة على أداء مهامه من بعيد. - ماذا تقصد بالمساعدة عن بعد؟ < أنا الآن بصدد تهيئ ظروف عمل جيدة لعويطة، لست من المسؤولين الذين يغلقون مكاتبهم ويغيرون مفاتيحها بمجرد نهاية فترة الاشتغال، لقد أخدت على نفسي أن أظل رهن إشارة عويطة حتى يربح المسافات بوضع الملفات المتعلقة بالتكوين رهن إشارته، لكن من بعيد تفاديا لكل الأقاويل، بل إنني سأترك مكتبي وعليه الحاسوب المحمول لأنه يحمل العديد من المعطيات التي يحتاجها سعيد، من جهة ولأنه ملك للجامعة وليس لعوشار. - هل أنت راضي على حصيلة عملك؟ < نعم أغادر الجامعة بقلب مطمئن، لأنني تركت خزانا من المواهب التي ينتظرها مستقبل زاهر، سيما في مسافات 800 و1500 متر، بأعمار تتراوح ما بين 17 و22 سنة، منذ تعيينه يوم الثلاثاء وأنا في مقر الجامعة أهيئ ظروف الاشتغال للمدير التقني الجديد، لا تنس بأنه من الصعب ظهور بطل كعويطة أو نوال والكروج لأنهم فلتات لا تتكرر كل سنة، لماذا لم تحاسبوا من أساء لألعاب القوى المغربية. - من أساء للعبة إذن؟ < اللجنة المؤقتة للجامعة هي التي أوصلتنا إلى هذا الوضع، لم يقدموا لنا الخلف، وسأعود معك إلى سنة 2005 في بطولة العالم للفتيان بمراكش، شاركنا حينها ب70 بطلا ناشئا أغلبهم مزورون، أين هم الآن أنتم كصحافة عليكم الكشف عن أسباب التزوير والقائمين عليه، أما عوشار فحين شارك في بطولة العالم بالعدائين الذين لهم أعمار حقيقية ووضعية سليمة تعرضت للنقد اللاذع، لأن المنتخب المغربي احتل نتائج متقدمة ضمن الستة الأوائل. - يعاب عليك التحفظ وعدم التواصل مع الصحافيين؟ < أنا أحترم الإعلام النزيه الذي يقدم الحقائق ويناقش الملفات الكبرى، لكن أن يتصل بي صحفي ليسألني عن سبب خصم مبلغ 50 درهم من منحة عداء، أو عن سر اختفاء السلاطة من وجبة غذاء، أو عن عجلة الحافلة فهذا أمر مرفوض، ثم إن البعض يتصل في الوقت الذي يلائمه هو، أحيانا أكون في المدار مع العدائين فيرن الهاتف لكنني لا أجيب، لأن الظرف غير ملائم، بل إن البعض يتصل بي في ساعة جد متأخرة من الليل. - لماذا لا تقوم خلية إعلام مقامك؟ < هذا سؤال يجب طرحه على رئيس الجامعة وليس على المدير التقني، المشكل أن الكثير من القضايا التي تهم جهاز الجامعة تطرح على عوشار. - من المؤاخذات المسجلة عليك عدم القدرة على ضبط الأبطال؟ < منهم هؤلاء الأبطال الذين لم أستطع ضبطهم؟ - مثلا العداءة السلسولي التي أصرت على حضور زوجها إلى جانبها، في بكين وكانت الوجبات تصلها إلى غرفتها في القرية الأولمبية؟ < السلسولي عانت من «الفشوش» بعد إنجازاتها الأخيرة، لو بقيت أقدامها أرضا لفازت بميدالية. - واللجنة الأولمبية هل كان لها نصيب في ما حصل؟ < بالتأكيد لأنه لا أحد يعرف المهام الحقيقية للجنة الأولمبية الوطنية، ثم إن بعض الجامعات التي تصرف عليها الملايير، أقصيت من الدور الأول في غانا دون أن يثير الإعلام مثل هذه الزوبعة. - من يتحمل مسؤولية الكساد الرياضي؟ < الخطير في الوضع الراهن هو هجرة المدربين إلى الخليج، هناك نزيف حقيقي علينا أن ننتبه إليه، إضافة إلى محاولة إغلاق معهد مولاي رشيد، إن نجاح الصين يعود لمواردها البشرية. - والحل؟ < هو استكمال استراتيجية التكوين وإنشاء المراكز الجهوية، وتسريع وثيرة المناظرات وتوصياتها.