لم يكن تعيين البطل العالمي السابق سعيد عويطة مديرا تقنيا لجامعة ألعاب القوى قرارا مفاجئا، بقدر ما كانت المفاجأة في حجم المهام التي حملها بلاغ الجامعة، والذي يؤكد عودة عويطة إلى المسؤولية خلفا للمدير التقني السابق مصطفى عوشار، والتي تتمثل أساسا في تطوير منجزات الأبطال المغاربة، الذين يتوفرون على المستوى الذي يخول لهم التتويج بالميداليات من خلال تعزيز عمليات التنقيب عن مواهب وكفاءات بهدف تطعيم المنتخبات الوطنية، فضلا عن مهام أخرى ك«الإشراف على العدائين والمدربين والمساهمة في المواكبة التقنية للعصب وأندية ألعاب القوى، وإعداد برامج التداريب وتهييء الفرق الوطنية حسب كل نوع رياضي والتربصات والمنافسات والتظاهرات الوطنية والدولية «. وعلى الرغم من عدم إدراج مشكل الإدارة التقنية في جدول أعمال الاجتماع الطارئ لجامعة ألعاب القوى، فإن مجرد تشخيص حصيلة المشاركة المغربية في بكين، كان يكفي لإلقاء اللوم على المدير التقني مصطفى عوشار، وتحميله جزءا من مسؤولية إخفاء ألعاب القوى الوطنية في الأولمبياد، كما أن بوادر تعيين عويطة قد لاحت من العاصمة الصينية حين عقد أكثر من اجتماع بين عبد السلام أحيزون وسعيد عويطة، وهي الاجتماعات التي وصفها عويطة بالودية، بل إن إعفاء إطارين تقنيين من قيمة مومن وخويا علي كان يعبد الطريق لعودة عويطة إلى الجامعة، خاصة وأنهما محسوبان على عزيز دادودة الخصم الأزلي لعويطة. وقال العديد من المتتبعين لشؤون ألعاب القوى إنه بالقدر الذي تم الترحيب بالقرار، فإن تعدد المسؤوليات قد تجعل مهام المدير التقني جد معقدة، وقال حسن السنيني إن المهام التي أسندت لسعيد تتجاوز حدود مهام المدير التقني، سيما وأن البلاغ يربط تعيين عويطة بمطلب إعطاء دينامية كبيرة لألعاب القوى الوطنية. وحسب مصادر مطلعة فإن عويطة اشترط على أحيزون الجمع بين مهمته الجديدة في الجامعة، ومهمته كمستشار في شؤون العاب القوى بقناة الجزيرة الرياضية القطرية، لكن هذه الازدواجية قد تطرح مشكل التواجد في التظاهرات الكبرى كبطولة العالم في برلين في صيف السنة القادمة، ولا تستبعد مصادرنا انتداب عويطة لمدربه السابق بن الشيخ الذي شغل منصب مهيء بدني لمنتخب الكرة في عهد بليندة. ومن المؤاخدات المسجلة في حق المدير التقني المقال، عدم قدرته على التواصل مع الصحافيين حيث كان حريصا على الابتعاد عن الأضواء، فضلا عن التسيب الذي لازم مقام المنتخب المغربي في بكين، ولا يستبعد أن يعود عوشار لممارسة مهامه بوزارة الشباب والرياضة. وكان عويطة قد أقيل سنة 1993 من منصبه كمدير تقني بقرار من المديوري الرئيس السابق للجامعة، على خلفية استجواب انتقد فيه طريقة التسيير، لينتقل إلى أورلاندو ومنها إلى قطر حيث عين مديرا تقنيا لمنتخب ألعاب القوى، وشارك مع الوفد القطري في أولمبياد أطلنطا، ثم انتقل إلى أستراليا ومنها إلى قناة الجزيرة الرياضية ومحللا رياضيا، وأيضا ملقنا بأكاديمية سباير، بل إن ظهوره الأخير في برنامج الضيف الخامس الذي تقدمه قناة الرياضية بعد 13 سنة من الغياب، قد جعله ينهي حواره بعبارة شهيرة «لقد أزحتم عني الغبن».