أوفد الاتحاد الدولي لكرة القدم خبيرا تونسيا في مجال التوثيق من أجل تدشين عملية اعتماد بطائق ممغنطة لممارسي كرة القدم في المغرب، بدلا من البطائق التي كانت سارية المفعول بالرغم من الثغرات التي تميز مختلف عمليات إعدادها. وقام المحجوب إزهار وهو المدير العام لوكالة نارسيل تيكنولوجي الرائدة في مجال البرامج الإعلامية المعتمدة من طرف «الفيفا»، بتأطير يومين دراسيين بالمركز الدولي للشباب ببوزنيقة، الأول أقيم أمس لفائدة الكتاب العامين وإداريي فرق الصفوة، والثاني يومه الجمعة لفائدة أعضاء مكتب المجموعة الوطنية للهواة، وممثلين عن 11 عصبة جهوية. وتم في ورشات العمل التي أشرف على تأطيرها إزهار تمكين الإداريين من مختلف مراحل إعداد البطائق الجديدة، والتي سيتم إشراك النادي في إعدادها، وكيفية استعمال مختلف آليات العمل الذي يحتاج فقط لحاسوب وطابعة. وقام الاتحاد الدولي لكرة القدم بتحمل نفقات مشروع البطائق الجديدة، في إطار مشروع تحديث آليات الاشتغال للنهوض بكرة القدم في القارة السمراء، والذي يحمل شعار «الفوز في إفريقيا عبر الأفارقة» الذي تتبناه «الفيفا»، ويشمل محورين أساسيين، الأول يهم جانب التعشيب الاصطناعي لبعض الملاعب، والثاني يخص إعادة تأهيل الجانب المعلوماتي لدى الفرق. وكانت المشاكل المتعلقة بتأهيل اللاعبين إحدى دواعي التمرد على نظام البطائق التقليدية الذي لا يخلو من هفوات، وما يترتب عن المشوار الذي تقطعه العملية من اختلالات مقصودة أو عن غير قصد، بل إن مشكلة اللاعب سوماح ومضاعفاتها قد شجعت الجامعة على البحث عن بدائل. ويلعب النادي دورا رئيسيا في إنجاز البطاقة التي تنبني على بنك للمعلومات، وستحمل البيانات الدقيقة بشكل يمنع التزوير، كما ستحمل توقيعات الممارس والكاتب العام للنادي وطبيب الفريق. وقال المحجوب إزهار الخبير التونسي الذي انتدبته «الفيفا» لتأطير الملتقى التكويني وتلقين المبادئ الأولى للثورة على البطائق القديمة، في تصريح ل«المساء»، إن تونس أنهت التعامل مع البطائق التقليدية منذ خمس سنوات وقررت التعامل مع النظم الجديدة المعتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، وانه سيزور الكامرون والجزائر ومالي والكوت ديفوار من أجل تعميم هذه البطائق التي تحمي الممارسين والمسؤولين على حد سواء، وتكرس مبدأ النظم الكونية. وقال عضو من مكتب المجموعة الوطنية لكرة القدم ل«المساء» إن عملية البطائق الجديدة ستسير بموازاة مع منح البطائق القديمة، وأن التحول من نمط تقليدي إلى آخر حداثي يتطلب بعض الوقت، بينما أصر المحجوب على إمكانية الشروع في اعتماد النظم الجديدة ابتداء من الأسبوع الأخير من شهر شتنبر، «شريطة توفير الجامعة لمحل بالمواصفات المطلوبة يحفظ الآليات التي ستتوصل بها قريبا من الاتحاد الدولي يوم 14 أو 15 شتنبر». وأكد المؤطر التونسي على أهمية انخراط الجميع في المشروع، وتمكين كل الأطراف المعنية بالمباريات من بطائق بمواصفات حداثية، بدءا من المدربين والمساعدين والمهيئين البدنيين ومدربي حراس المرمى والطاقم الطبي والإداري، مشيرا إلى أن الفرق مطالبة بمساعدة الإدارة التقنية على تقنين المجال. وهذه هي الزيارة الرابعة للمحجوب إلى المغرب، حيث التقى في أكثر من مناسبة بالرئيس السابق للجنة القوانين والأنظمة عبد الهادي إصلاح، واشتغلا سويا على هذا الملف بمقر عصبة الدارالبيضاء. وقال عبد الهادي إصلاح ل«المساء» إن زيارته إلى تونس رفقة محمد بن الصغير في إحدى ملتقيات اتحادات شمال إفريقيا، كانت وراء التعرف على نمط اشتغال أشقائنا في تونس في الشق المتعلق بالبطائق، ومع مرور الأيام كبرت الفكرة قبل أن تخرج إلى حيز التنفيذ، وأكد أن استقالته من رئاسة اللجنة لا تمنعه من خدمة بلده. وأبرز المحجوب استعداده لنقل تجربة بطائق الانخراط الممغنطة المعتمدة في كبريات النوادي التونسية، إلى المغرب لما لها من مزايا تنظيمية.