تواصل الردود المحذرة من التبعات المترتبة عن تبرئة اليميني المتطرف خيرت فيلدرز قضائيا من تهم الإساءة إلى الأجانب والمسلمين والحض على التفرقة ونشر الكراهية. وفي هذا السياق، اعتبر القاضي السابق توم شخاكل أن قرار تبرئة فيلدرز نابع من خوف من الجو السياسي السائد، وعبر القاضي -الذي كان في اللجنة القضائية الداعية إلى محاكمة فيلدرز- عن أسفه لتبرئة فيلدرز ومنع المتضررين من مواصلة المرافعة أمام محاكم وطنية عليا. يذكر أن أكثر من ألفي شخصية ومؤسسة من الأقليات المتضررة من تصريحات فيلدرز أعلنت عزمها على التوجه إلى محكمة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان في جنيف لمقاضاته، بعد أن تخلت النيابة العامة عن حق المتضررين في استئناف القضية أمام المحاكم العليا. بدوره، اعتبر رئيس الرابطة الوطنية للمغاربة في هولندا، محمد الرباع، أن قرار التبرئة وضع المسلمين والمهاجرين في زاوية مغلقة عن المجتمع الهولندي. وأضاف الرباع -الذي حضر مجريات المحاكمة على مدى سنتين، نيابة عن المتضررين- أنه «منذ صعود نجم فيلدرز وهجماته العدوانية، بدأنا نشعر بأننا أصبحنا هدفا يوميا للكراهية من جميع العنصريين في المجتمع». وألقى باللوم على الحكومة اليمينية قائلا: «هذا الشعور يكون أقوى عندما تعرف أن الحكومة الهولندية لا تعمل شيئا لحماية الأقليات التي تضمنها المبادئ والتوجيهات الدولية والأوربية». وأكد الرباع خطورة القرار القضائي والممارسة الحكومية وما يمكن أن يخلّفه من أضرار لم تعد تتعلق بالشعور والإحساس، بل تتعداه إلى حقائق ملموسة، وأضاف أن «التصريحات المحرضة على التفرقة ونشر الكراهية هيجت ردودا سلبية على المهاجرين في مختلف مناحي الحياة: المدرسة والعمل والشارع».