اعتبر الفنان اللبناني مارسيل خليفة أن الفضاء العربي يحتاج إلى حرية وديمقراطية وإلى أن يفهم الإنسان العربي ثقافة الحرية لإنجاح وتقوية المشروع الإنساني والمجتمعي العربي. وأكد مارسيل، في ندوة نظمت صباح أمس في البيضاء، أن الفنان الذي لا يكون حرا لا يمكن أن يكون فنانا على الإطلاق ولا يستطيع الفنان أن يعبر عن ذاته وهمومه دون أن يكون حرا. وجوابا عن سؤال ل«المساء» حول رأي مارسيل خليفة في الموسيقى التي «تُمطر» بها الفضائيات الشباب العربي، قال: «إن ما نسمعه في مجمل الفضائيات هو شيء مؤسف فعلا، وعلينا أن نتدارك هذا الكم الهائل من الأعمال التجارية. هناك أشياء تحدث لا أعرف إن كانت هناك دراية بها أم لا، إذا كانت هناك دراية فإن الموضوع أخطر، وإذا لم تكن فإننا، على الأقل، نستطيع أن نتعامل مع الموضوع بشكل أبسط، علينا أن نبحث عن معنى جديد لهذا الفضائيات، لأنها تدخل كل البيوت، علينا أن ننتبه إلى ما نقدم لأطفالنا، ماذا نقدم لأجيالنا، هناك استسهال كبير في هذا الأمر من طرف الجميع. ومن الصعب أن نقدم صنفا معينا من الموسيقى في كل الأوقات. علينا أن نكثف الجهود كصحافيين وفنانين وكتاب من أجل تغيير هذه الأشياء. يجب أن تكون هناك أعمال جادة موسيقيا، وعلى إدارات هذه البرامج أن يعوا هذه الخطورة». وعن سؤال آخر ل«المساء» حول تأثره برحيل درويش، قال مارسيل: «لقد فقدتُ في محمود درويش ذلك الصديق، قبل أن أفقده كشاعر، عندما ذهب ذهبتْ معه أشياء كثيرة مني. أعوض عن غيابه، دائما، بنصوصه وأعماله وشعره. لم أفتقده شعريا، لأنه موجود في أعماله، كل مرة أشعر أن هذا الشاعر حي في كلمته في شعره، في نصه، أبحث عنه من خلال موسيقى ومن خلال أعمال جديدة أعمل عليها الآن». وقد افتتحت، مساء أول أمس الأربعاء، فعاليات الدورة السابعة لمهرجان «كازا ميوزيك»، وتميز الحفل الافتتاحي بسهرة فنية أحياها الفنان اللبناني مارسيل خليفة، حضرها بضعة آلاف من الجمهور العاشق للفنان اللبناني. ورغم مغادرة العديد من المتابعين فضاء «ابن مسيك»، الذي احتضن الحفل بعد إنهاء فرقة «السهام» لمشاركتها، فإن ما بقوا من الجمهور عبّروا عن تفاعل كبير مع أغاني مارسيل خليفة، إذ رددوا مع الفنان اللبناني كل أغانيه الشهيرة، لاسيما أغنية «منتصب القامة أمشي»، التي أُدِّيت دون موسيقى من طرف الجمهور، مما جعل الفنان يقف ويصفق تعبيرا عن إعجابه لتفاعل الجمهور البيضاوي. كما أمتع الفنان مارسيل خليفة، من خلال الأغنية الشهيرة «جواز سفر»، فضلا على أدائه أغنية «في البال أغنية». و«فرضت» الفنانة أميمة خليل، التي رافقت مارسيل خليفة كالعادة، صمتا رهيبا في فضاء بنمسيك، بعد أدائها أغنية «أحبك أكثر»، دون أن ترافقها إيقاعات لمجموعة الموسيقية. وخلال السهرة الفنية، تقدَّم الفنان مارسيل خليفة بالشكر لفرقة «السهام»، التي أهدتْه مجموعة من الألبومات التي توثق لمختلف المراحل التي ميّزتْ تاريخها الفني.