بعد أسبوع من السهرات والأنشطة الثقافية الموازية، أسدل الستار، على الدورة الخامسة للمهرجان المتوسطي لمدينة الحسيمة، التي نظمت من 25 يوليوز الماضي إلى ثاني غشت الجاري، بأمسية أحياها الفنان اللبناني الكبير مارسيل خليفة. استقطبت هذه الأمسية، التي ساهم الفنان مارسيل خليفة رفقة الفنانة أميمة الخليل في إحيائها بمجموعة من الموشحات والأغاني الملتزمة، جمهورا غفيرا حج للاستمتاع بالريبيرتوار الفني المتنوع لهذا الفنان الملتزم. ويعرف الفنان مارسيل خليفة، الذي ولد سنة 1950 في بلدة عمشيت في جبل لبنان، بأسلوبه الفني الذي يمزج بين الموسيقى العربية والآلات الغربية (البيانو والساكسفون...)، وقد تم توشيحه سنة 2008 بالوسام العلوي «الكفاءة الفكرية» بمناسبة عيد العرش. وقد نالت الألوان الموسيقية التي تضمنها برنامج المهرجان، من أغان مغربية وأغان ملتزمة، فضلا عن إيقاعات كناوة والموسيقى الإلكترونية وكذا فن الراي وموسيقى أمريكا اللاتينية والإفريقية، إعجاب الجمهور الحسيمي. وفي ختام الحفل، قال مدير المهرجان، عبد الصمد بن الشريف إن هذه التظاهرة المتوسطية مكسب يتعين استثماره في الاتجاه الصحيح بما يساهم في إحداث نقلة نوعية للمدينة ومجالها الترابي على مستوى الممارسة الثقافية والنشاط السياحي والفعل التنموي بمختلف أبعاده. وذكر بأهداف المهرجان المتمثلة، على الخصوص، في المساهمة في التعريف بالمنطقة كوجهة سياحية وتشجيع الحوار بين الثقافات. وتم التأكيد، خلال الحفل الختامي، على أن دورة هذه السنة من المهرجان حققت أهدافها وأن جمعية الريف للتضامن والتنمية التي تشرف على التظاهرة ستعمل مع شركائها على تنظيم الدورة السادسة من المهرجان في حلة جديدة. وقد نظمت الدورة الخامسة للمهرجان المتوسطي لمدينة الحسيمة تحت شعار «تنمية قرب-حوار» بمبادرة من جمعية الريف للتضامن والتنمية وبتعاون مع ولاية جهة تازة-الحسيمة-تاونات والمجلس البلدي لمدينة الحسيمة بالإضافة إلى شركاء آخرين. وكانت ساحة محمد السادس بالمدينة وفضاءات أخرى بجماعات تارجيست وبني بوفراح وبني بوعياش وإمزورن وإساكن قد شهدت، على مدى تسعة أيام، سهرات فنية وموسيقية لعدد من المجموعات والأسماء تنتمي إلى المغرب والجزائر ولبنان وإسبانيا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وكولومبيا. وشملت الدورة الجانب الثقافي، من خلال إقامة معارض للصناعة التقليدية والفن التشكيلي وتصميم الأزياء التقليدية والتصوير الفوتوغرافي وأنماط تعبيرية مختلفة للتعريف بإقليم الحسيمة وتراثه، بالإضافة إلى ندوة حول موضوع «الهجرة والتنمية» وأخرى حول «تاريخ الهجرة الريفية» شاركت فيها عدة شخصيات من المغرب والخارج من بينهم المؤرخ الهولندي هرمان أوبدين. وحضرت الرياضة في برنامج هذه التظاهرة بأنشطة منها سباق الجيت سكي، بشراكة مع الجامعة الملكية المغربية للدراجات النارية المائية والتزحلق على الماء ومسابقات رياضية في كرة القدم وكرة الطاولة والسباحة وكرة السلة والكرة الطائرة. وفي تصريحه ل«المساء» اعتبر عبد الصمد بنشريف أن حضور الشاب خالد ومارسيل خليفة وأميمة الخليل ونجوم الطرب الأمازيغي جعل الجمهور يلتف حول هذه التظاهرة ويقدم المؤشرات على نجاحها. وأضاف بنشريف أن تزامن تنظيم دورة هذه السنة مع الاحتفالات بالذكرى العاشرة لتربع الملك محمد السادس على العرش جعل من مدينة الحسيمة قبلة للجمهور الذي حل من المناطق القريبة من المدينة. وفي ختام تصريحه، أكد بنشريف أن دورة هذه السنة حققت الأهداف المسطرة لها منذ البداية، آملا في أن تعرف نسخة السنة القادمة مزيدا من النجاح والانتشار والإقبال الجماهيري.