لقي المطرب الشعبي الأرجنتيني فاكوندو كابرال مصرعه، بعدما أطلق مسلحون مجهولون النار عليه يوم السبت الماضي، أثناء وجوده في دولة غواتيمالا حيث قام بإحياء عدد من الحفلات الفنية، قبل قليل من توجهه إلى نيكاراغوا، ضمن جولة فنية. وقالت الشرطة المحلية إن كابرال، أحد أبرز المطربين الشعبيين في أمريكا اللاتينية، تعرض لإطلاق النار بينما كان يتوجه بسيارته إلى مطار مدينة غواتيمالا، ولم تتضح على الفور هويات منفذي الهجوم على المغني والمؤلف الموسيقي الأرجنتيني أو دوافع الهجوم. وذكر المتحدث باسم الشرطة، دونالد غونزاليس، أن وكيل أعمال كابرال، والذي كان يرافقه في جولته الفنية بين عدد من دول أمريكا اللاتينية، أُصيب أيضا في الهجوم، مشيرا إلى أنه يرقد في المستشفى وحالته مستقرة. وغادر كابرال، البالغ من العمر 74 عاما، الفندق الذي كان يقيم فيه بمدينة غواتيمالا في حوالي الساعة ال5:40 صباح يوم السبت الفارط، واستقل سيارة دفع رباعي بيضاء، ليتوجه إلى مطار المدينة الذي لا يبعد سوى بثماني دقائق فقط عن الفندق. وقال المتحدث باسم الحكومة الغواتيمالية، رونالدو روبلز، إن المسلحين أطلقوا وابلا من الأعيرة النارية على السيارة، من نوع «رينج روفر»، حيث تم اكتشاف نحو 20 ثقبا نتيجة اختراق الرصاص لجسم السيارة. وفيما ذكر روبلز أن التحقيقات الأولية أفادت بأنه لم تتم سرقة أي من محتويات السيارة، عثرت الشرطة على سيارة من طراز «هيونداي سانتا»، بنية اللون، في مكان قريب من موقع الهجوم، تحتوي على سترات واقية من الرصاص، ومجلاتAK-47، الخاصة ببنادق كلاشينكوف. وفور إعلان نبأ مقتل المطرب الأرجنتيني، أعلن الرئيس الغواتيمالي، ألفارو كولوم، حالة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، كما ذكرت حكومته أنها فتحت تحقيقا في الحادث، إلا أنها قالت إنه من المبكر، في هذه المرحلة، الجزم بأن كابرال كان ضحية عملية سطو أو هجوم مباشر. وقالت الحكومة في بيان لها: «إننا كبلد، نشعر بالحزن جراء هذا الهجوم الجبان على أولئك الذين سوف يعيشون في الوجدان، يغنون من أجل الحياة والسعادة والحب». وتوجهت الغواتيمالية الفائزة بجائزة نوبل للسلام، ريغوبرتا مينشو، إلى موقع الهجوم، وقالت، بينما كانت تنهمر الدموع من عينيها، إن المغني مات «بسبب مبادئه»، وفقا لما نقلته وكالة «نوتيمكس» المكسيكية للأنباء. وأضافت مينشو قولها: «لا أستطيع أن أفكر في سبب واحد لقتل كابرال هنا في غواتيمالا، لقد جاء فقط ليغني». وقال مدير أعماله ديفيد يانوس لصحافيين في موقع الجريمة: «لا أعرف كيف حصل ذلك ولماذا، ففاكوندو معروف في العالم كله، ولا أعتقد أن لأحد مصلحة في قتله». وكان المغني متوجها، فجر يوم السبت الماضي، إلى مطار غواتيمالا للذهاب إلى نيكاراغوا، عندما أطلق رجال مجهولون النار على السيارة التي يستقلها، فأصيب فاكوندو كابرال برصاصات عدة وتوفي في مكان الحادث. وقال ديفيد يانوس: «كنا متوجهين إلى المطار للذهاب إلى نيكاراغوا. هذا كل ما أعرفه. لا أعرف ما الذي حصل، ولكنه مريع». وقد تلقت سيارة أخرى كان يستقلها مرافقو المغني 25 رصاصة تقريبا، لكن أحدا من ركابها لم يصب بأذى، حسب ما ذكرته الشرطة. وأعلن رونالدو روبلس، سكرتير قسم الاتصالات التابع للرئاسة، أن رئيس غواتيمالا ألفارو كولوم «صدم بهذا الاعتداء الجبان». وأضاف: «من المحزن أن هذا الرجل الذي غنى للحب والسلام والفرح قد قتل على يد أنذال في غواتيمالا». يشار إلى أن فاكوندو كابرال ولد في 22 ماي 1937 في بلاتا (66 كيلومترا جنوب بوينوس آيرس)، واشتهر بأغانيه ومؤلفاته الموسيقية. وتعتبر غواتيمالا، التي تنتشر فيها عصابات من المجرمين وتجار المخدرات، من البلدان التي تشهد أعلى نسبة عنف في أمريكا اللاتينية وتسجل معدل 18 جريمة قتل يوميا.