نادى عشرات الآلاف من المتظاهرين في طنجة بضرورة رحيل والي طنجة وعمدتها، اللذين وجهوا لهما اتهامات بسوء التسيير وطالبوا بضرورة محاسبتهما. وقد رفع المتظاهرون، الذين خرجوا بالآلاف للتنديد بالفساد، شعارات مناوئة لما أسموه «فساد السلطة والمنتخبين» في المدينة ومطالبة بضرورة رحيل الشركات التي سموها «الاستعمارية»، وعلى رأسها شركة «أمانديس»، المفوض لها بتدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير. وكان الآلاف من المحتجين قد ساروا في عدد من الأحياء الشعبية في نهاية الأسبوع الماضي، في إطار الدعوة التي وجهتها تنسيقية حركة 20 فبراير، حيث تجمع المتظاهرون في «ساحة التغيير»، قبل أن ينطلقوا نحو عدد من وشارع منطقة «بني مكادة». وكان المتظاهرون قد قرروا، من قبلُ، الاعتصام في ساحة التغيير، غير أن نصب منصة كبيرة وسط الساحة لإحياء حفل غنائي جعل المتظاهرين يغيرون خطتهم. وكان الحفل الموسيقي، الذي تم تنظيمه فجأة وبدون إشعار مسبق، قد عرف مشاركة المغنية سعيدة شرف ومغني «الراب» مسلم، وحظي بتجهيزات تقنية متطورة وصفت بأنها ذات جودة عالية، وهو ما اعتبرته تنسيقية 20 فبراير محاولة يائسة من السلطة للتشويش على المظاهرات المنددة بالفساد. وقال متعاطفون مع حركة 20 فبراير إن أشخاصا مشبوهين حاولوا جر عدد من المتظاهرين للتهجم على المنصة، من أجل إلصاق التهمة بالحركة، غير أن المتظاهرين رفضوا الانسياق وراء هذا الأسلوب. وفي الوقت الذي تم تخصيص وسائل تقنية عالية الجودة للحفل الموسيقي في «ساحة التغيير»، فإن مصادر مقربة من حركة 20 فبراير قالت إن مسؤولين سلطويين حاولوا الهجوم على محل تجاري لشاب متعاطف مع الحركة، من أجل مصادرة مكبرات الصوت التي يستعملها المتظاهرون المناهضون للفساد في مظاهراتهم الحاشدة في المدينة. كما رفع المتظاهرون صورا لرشيد نيني، مدير يومية «المساء، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، على اعتباره «صوتا حرا يعكس ما يفكر فيه عموم الشعب المغربي». وقد رفع المتظاهرون صورا لمدير «المساء»، مع عبارة تتساءل: «أين استقلالية القضاء ونزاهته في قضية رشيد نيني؟»، وعبارة أخرى تقول: «والله لن نتخلى عنك أيها البطل المناضل».