بخلاف ما كان متوقعا، تسلم والد الشهيد المغربي مصطفى قزيبر، يوم أمس الأربعاء، رفات ابنه. وعمدت مصالح وزارة الداخلية بكل من ورزازاتوالراشيدية إلى إحاطة عملية التسليم بسرية تامة، واكتفت بإشعار عائلة قزيبر التي تقطن بمدينة أرفود في وقت متأخر من مساء أول أمس الثلاثاء، مخبرة إياها أن الطائرة القادمة من بيروت وعلى متنها رفات الشهيد قد وصلت للتو وأنه يتوجب على العائلة القدوم إلى مقر عمالة الراشيدية لتسلمها في صبيحة اليوم الموالي والإسراع بدفنه في نفس اليوم. وكانت المصالح ذاتها قد اتصلت مساء الأحد الماضي بوالد قزيبر ووضعت بين يديه سيارة خاصة للتوجه إلى مطار محمد الخامس قبل أن تتراجع عن موقفها وتخبره بأن الطائرة التي كان من المفروض أن تصل حوالي الثامنة مساء من يوم الأحد قد تم إرجاء رحلتها إلى الأسبوع القادم دون تحديد أي يوم. لتفاجأ الفعاليات المدنية والسياسية التي حجت بالعشرات إلى مطار محمد الخامس لاستقبال رفات الشهيد بعدم حضوره. وذكرت مصادر مقربة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي سلمت رفات قزيبر السبت الماضي للسفارة المغربية ببيروت، أنه لولا اتصال أعضاء الجبهة برفاق عبد الله الحريف وإبلاغهم بتفاصيل عملية التسليم لظل هذا الأمر طي الكتمان. وعبرت العديد من الفعاليات المدنية والسياسية عن استغرابها الموقف الرسمي للسلطات المغربية إزاء حادث تسلم رفات قزيبر الذي قضى نحبه دفاعا عن فلسطين. ووصف عبد المومن الشباري، عضو الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي، طريقة تعامل السلطات المغربية مع رفات الشهيد بكونها شبيهة بعملية التهريب. وأوضح، في تصريح ل«المساء»، أن عملية تهريب الجثة والتستر على وصولها وعدم الإعلان عن وجودها يؤكد تعاطي الدولة اللامسؤول مع القضايا القومية، والاستخفاف بالتضحيات التي قدمها الشعب المغربي من أجل القضية الفلسطينية، وتفويت الفرصة على الشعب المغربي لاستقبال أحد أبنائه والاستخفاف بعائلته. واعتبر الشباري أن عدم قدوم الهيئات السياسية والمدنية التي تدعم قضايا العراق وفلسطين يوم شيوع خبر وصول رفاته إلى مطار محمد الخامس قد ساهم، إلى حد كبير، في ما وقع، مضيفا أن تلك الهيئات تتحمل مسؤوليتها، حيث كان من المفروض أن تكون في مقدمة المستقبلين. من جانبه، قال عبد الإله المنصوري، عن مجموعة العمل الوطني لمساندة العراق وفلسطين، إن الدولة المغربية عبرت من خلال هذا الموقف عن عدم رغبتها في أن يتم الاحتفال بالشهيد وفي أن ترد إليه جزءا من الجميل وتعاملت معه بمنطق التهريب. وأوضح، في تصريح ل«المساء»، أن ما قامت به المصالح المختصة كان مقصودا حتى لا يقام للشهيد أي احتفال رسمي يليق بمقامه.