فيما يواصل خبراء حزب الله اللبناني مجهوداتهم للتأكد مما إذا كان الرفات الذي يحمل لقب عبد الرحمان يعود إلى المغربي عبد الرحمان أمغار المنحدر من مدينة أصيلا أم لا، طفت على السطح خلافات بين عائلة الشهيد مصطفى قزيبر وبين بعض الفاعلين المدنيين ممن اخذوا مبادرة تسلم رفات الشهيدين. حيث هدد والده الحاج علال قزيبر البالغ من العمر 69 سنة باللجوء إلى القضاء في حالة إقدام أي جهة مهما كانت على دفن رفاته خارج مسقط رأسه بأرفود. وأوضح والد الشهيد في تصريح ل«المساء» انه شدد أمام مسؤولي وزارة الخارجية المغربية على ضرورة نقل رفات ابنه إلى مسقط رأسه، حيث يوجد أفراد عائلته بالكامل، المتكونة من إخوته الستة وأمه البالغة من العمر حوالي سبعين سنة، مضيفا أن مسؤولي الوزارة أخبروه أنهم سيتكفلون بمصاريف النقل. من جانبه، اعتبر خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، أن مسألة مكان دفن الشهيدين قزيبر وأمغار تبقى مسالة ثانوية وأن المهم هو الإعداد لحفل استقبال يليق بمقامهما الذي يجب أن تشارك فيه الحكومة إلى جانب الفعاليات الشعبية. وأوضح السفياني، في تصريح ل«المساء»، أن فتح نقاش كهذا يعد إضعافا لقوة الحدث علما أن مكان دفنه جزءا ثانويا بالنسبة إلى القضية ككل وقال: «يأتي الرفات أولا ويستقبل الاستقبال الرسمي وإذا تمسكت عائلته بدفنه بمسقط رأسه ستتم مناقشة الأمر حينها». وحول تأخر تسليم رفات هذا الأخيرعزا السفياني ذلك إلى تأخر إعلان نتائج البحث الجيني على رفات مغربي يشتبه في أنه يعود لعبد الرحمان أمغار. مضيفا أنه خلال زيارة الوفد للبنان الشهر الماضي طلبوا ألا يتم نقل رفات قزيبر إلا بعد التأكد من هوية الرفات الآخر من أجل نقلهما معا. مشيرا إلى أنهم وجدوا تعاونا كبيرا من طرف مسؤولي حزب الله وكذا مسؤولي الجبهة الشعبية. من جهته، كشف مسؤول بالنهج الديمقراطي ممن اتصلت بهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي نفذ باسمها الشهيد قزيبر عملية فدائية بقرية بيت ياحون جنوب لبنان صيف 1994، أن الإجراءات الإدارية هي التي تحول إلى حد الآن دون تسلم الرفات، مضيفا في تصريح ل«المساء» أن مسؤولي الجبهة عبروا لهم عن تمسكهم بالاحتفاظ بجثمان قزيبر. وحذر المسؤول ذاته من التوظيف السياسي للقضية أو فرض مكان الدفن رغم رفض العائلة. إلى ذلك، طالب بيان صادر باسم عائلة قزيبر وعدد من العائلات السياسية والمدنية بالراشيدية الجهات المسؤولة بضرورة تيسير وتسريع نقل الجثة، مؤكدا على ضرورة دفنه بمسقط رأسه بمدنية أرفود التابعة إلى إقليمالراشيدية.