في الوقت الذي يواصل فيه الوفد المغربي غير الرسمي، الذي توجه إلى بيروت بداية الأسبوع الجاري، التنسيق مع مسؤولي حزب الله اللبناني لاسترجاع رفات المغاربة الثلاثة ممن شملتهم صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل، كشفت مصادر مقربة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنها تسلمت رفات المقاتل المغربي مصطفى قزيبر، المنحدر من مدينة الراشيدية، الذي سقط شهيدا في إحدى العمليات التي قامت بها الجبهة داخل إسرائيل سنة 1994 . وبحسب المصادر ذاتها فإن رفات الشهيد قزيبر تم نقله إلى العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي، بعد أن تعذر على مسؤولي حزب الله تسليمه إلى السلطات المغربية. وقد قام بعد ذلك مسؤولو الجبهة بمساع لدى المصالح الدبلوماسية المغربية بسوريا من أجل ترتيب إجراءات التسليم دون أن تتكلل هذه العملية بالنجاح. وتشير المصادر ذاتها إلى أنه أمام بطء المساطر المعتمدة أقدم مسؤول الجبهة على توجيه رسالة إلى حزب النهج الديمقراطي المغربي الذي تربطه علاقة قوية بالجبهة يوم السبت الماضي، الذي تزامن مع انعقاد مؤتمر هذا الأخير، متسائلا عما إذا كان في مستطاعهم تسلم رفات الشهيد المغربي. قيادة النهج الديمقراطي قامت بدورها باتصالاتها الخاصة التي مكنتها من التعرف على أسرة هذا الأخير الذي سبق له أن انتقل معها إلى العراق في الثمانينات وهناك انضم إلى حزب البعث العراقي أيام حكم صدام حسين، قبل أن يصير عضوا بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. لكن وخلال الحرب العراقية الإيرانية اضطرت عائلة قزيبر إلى الرجوع إلى المغرب حيث استقرت بوارزازات بعد أن خلف قزيبر بنتا عمرها الآن 24 سنة وهي متزوجة وتقطن بمراكش. وحسب التحريات التي قام بها حزب النهج الديمقراطي فإن والد قزيبر مستعد لتسلم رفات ابنه لكن تنقصه الإمكانيات، مشيرا إلى أنه يفضل أن تتم إعادة دفن رفاته بمسقط رأسه بالراشيدية. من جهتها، أكدت عائلة الشهيد عبد الرحمان امزغار أنها «على كامل الاستعداد لتسلم رفاته بما يليق بمقامه»، وأوضح شقيق امزغار، في تصريح أدلى به ل«المساء» أنه منذ إعلان تسلمه من قبل وسائل الإعلام لم يتصل بهم أي مسؤول مغربي من أجل ترتيب إجراءات تسلمه. مضيفا أنه لم تطلب منهم حتى عينات من الدم للقيام بالبحث الجيني للتأكد مما إذا كان الرفات المستلم لشقيقه أم لا. مشيرا إلى أن آخر اتصال ربطته المصالح الخارجية المغربية بهم أخبروا من خلاله بأنه في حالة توصلهم بأي جديد سيتم إخبارهم به. وقد وجهت مؤسسة تحمل اسم الشهيد وتتخذ من مسقط رأسه باصيلا مركزا لها رسالة امتنان إلى زعيم حزب الله حسن نصر الله أعربت من خلالها عن واسع امتنانها، وعميق شكرها، للدور الكبير الذي قام به حزب الله على مستوى التصدي للعدو الإسرائيلي. يذكر أن الشهيد عبد الرحمان أمزغار قام رفقة عراقي وفلسطيني وتركي، في 15 يونيو 1975، بعملية «كفار يوفال»- إبل القمح - الشهيرة التي كبدت إسرائيل 58 مصابا بينهم 27 قتيلا، وقد كان للعملية وقعها المدوّي، وتناقلتها العديد من أوساط الصحافة والمقاومة وقتذاك.