إن ما يستدعي القلق هو أن بعض أنواع العفن الذي يتكون على بعض أنواع الأغذية كالحبوب قد يكون غير ظاهر للعيان، إلا أن له رائحة مميزة وقوية تدل على تعفنه، حيث يقوم هذا العفن بإفراز مواد سامة تدعى السموم الفطرية وتعتبر هذه الأخيرة من المركبات الكيماوية التي قد تشكل خطرا على صحة الإنسان والحيوان وتعد من المشكلات العالمية التي تقام عليها دراسات عديدة من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية للوقاية منها، حيث يصعب التخلص منها بعد تكونها، وحتى الحرارة العالية في الطبخ غير مجدية، وتناول أغذية ملوثة بهذه السموم قد يسبب مشاكل صحية خطيرة للإنسان على المدى البعيد بعد تراكمها في الجسم كالسرطان، الذي ثبت أن السم الفطري من نوع الافلاتوكسين بإمكانه أن يسببه هو أخطر أنواع هذه السموم التي توجد بشكل رئيسي في أعلاف الحيوانات والحبوب بعد الحصاد وتخزينها لفترة طويلة وفي ظروف غير جيدة من رطوبة وحرارة، خصوصا أعلاف الحيوانات التي تنتقل إلى لحومها ثم إلى الإنسان بعد أن يتناولها، ولتفادي هذه المشكلة إليكِم بعض النصائح التي يجب اتباعها لتفاديها أو التقليل من خطر التعرض لها. أولا يجب عدم ترك الأغذية المطبوخة لأكثر من ساعتين خارج الثلاجة وبدون تغطية، الحرص على شراء الأغذية من مصادر موثوقة والتأكد من عدم وجود أي رائحة غريبة عليها، خصوصا الحبوب بأنواعها. نفس الأمر بالنسبة للفواكه الجافة التي يكثر نمو الفطر عليها، شراء خضر وفواكه خالية من أي آثار للخمج أو نتوئات. نفس الأمر بالنسبة للتوابل، التي هي أيضا معرضة لأن تصاب بالفطريات، وبالتالي يجب أن تحفظ في أواني زجاجية مغلقة لتبقى جافة، أما في حال ظهور التعفن على أي نوع من هذه المواد الغذائية فيصبح من الضروري التخلص منها كليا وليس إزالة الجزء المتعفن فقط، لأن الإصابة لا تقتصر على الجزء الظاهر فقط، بل تتعداه لتصيب كل الأكل، خصوصا الألبان والخبز، لهذا يتوجب الانتباه إلى حفظ الأغذية بصورة جيدة ولمدة معقولة لنقي أنفسنا خطر التسمم.