لن تبقى ليبيا طرفا داعما لجبهة البوليساريو ما بعد نظام العقيد معمر القذافي، بل ستدعم الوحدة الترابية للمملكة. هذا ما كشف عنه أبو القاسم علي، مبعوث المجلس الوطني الانتقالي الليبي إلى المغرب، في حوار مع «المساء» سينشر لاحقا. وأكد أبو القاسم أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي لن يدعم أي حركة، في إشارة إلى البوليساريو، تريد أن تساهم في تقسيم الوحدة الترابية للمملكة المغربية. وقال المبعوث الليبي، الذي قضى 15 يوما في الأراضي المغربية في مهمة رسمية كلفه بها رئيس المجلس الوطني الانتقالي، إن ليبيا المستقبل لن تكون دولة داعمة لأي حركة، سواء البوليساريو أو غيرها من «الحركات التي تفتقر إلى الشرعية الأممية». وأضاف هذا الرجل الإعلامي والسياسي أنه لا توجد لدى ليبيا رغبة في مساندة البوليساريو أو دعم تفرقة الأراضي المغربية. وأضاف أبو القاسم أن الجزائر كانت بوابة لمد نظام العقيد معمر القذافي بالمرتزقة والعتاد وبمشاركة من جبهة البوليساريو، إضافة إلى النيجر وتشاد ومالي وعناصر من صربيا وروسيا البيضاء، مشيرا إلى أن هذا الوضع سيؤثر في المستقبل على العلاقات الليبية الجزائرية، لأن ليبيا تمر بوضع صعب في هذه المرحلة وكانت بحاجة للدعم. وتابع أبو القاسم علي قائلا: «لم نتوقع من دولة عربية مثل الجزائر أن يكون لها هذا الموقف الداعم لرجل أثبت أنه فاقد للشرعية بقرارات أممية». وأشار المبعوث الليبي إلى أن هذا الموقف يعني أن الجزائر شاركت في المأساة التي يتعرض لها الشعب الليبي وسجلت في التاريخ الليبي أنها كانت ضد طموح هذا الشعب. وكشف أبو القاسم أن ليبيا بحاجة ماسة إلى اعتراف المملكة المغربية بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي، لكن المملكة، يضيف أبو القاسم، لها أسبابها الخاصة و»نحن نقدر حكمة المملكة المغربية». وعن أهداف الزيارة الرسمية للمغرب في هذه الفترة، كشف أبو القاسم بأنها كانت تهدف إلى حصر ممتلكات الشعب الليبي بالمغرب، سواء من استثمارات أوعقارات أو أموال بهدف التحفظ عليها، وذلك حسب القرار الأممي 1970، وهو الأمر الذي التزمت به الدولة المغربية، فعلا. أما فيما يخص الجانب السياسي فكان الهدف من هذه الزيارة هو توضيح موقف المجلس الانتقالي والتعريف بالثورة الليبية.