يسعى المغرب ليكون له دور متميز في ليبيا باتصالات مكثفة مع اطراف الازمة بالاضافة الى مشاركته بمجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا في الوقت الذي تبرز فيه وسائل الاعلام المغربية تقارير عن دعم الجزائر لنظام العقيد معمر القذافي. ويؤكد المسؤولون المغاربة على اهمية الحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا واولوية الوضع الانساني الذي يعرف تدهورا بالتصعيد العسكري بين قوات العقيد القذافي ومعارضيه ويشددون على ضرورة الحل السياسي للازمة. وبعد استقباله الاسبوع الماضي في الرباط لوفد رسمي ليبي، استقبل وزير الخارجية المغربي الاربعاء وفدا من المجلس الوطني الانتقالي. وقال بلاغ لوزارة الخارجية المغربية ان الطيب الفاسي الفهري استقبل بمقر وزارة الخارجية بالرباط وفدا ليبيا عن المجلس الوطني الانتقالي يضم محمود شمام ومحمد العلاكي وفتحي بن خليفة وأسامة الصيد. وذكر بلاغ الوزارة أن وفد المجلس الوطني الانتقالي استعرض موقف المجلس من 'الأزمة الخطيرة التي تجتازها حاليا ليبيا الشقيقة، كما قدم الخيارات الأساسية التي حددها المجلس والقائمة على أساس الحوار الشامل، والمصالحة الوطنية والخيارات الديمقراطية التي لا محيد عنها'. وقال البلاغ ان الطيب الفاسي الفهري الذي اطلع وفد المجلس الوطني الانتقالي على الجهود التي يتم بذلها في إطار مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا والتي تضم العديد من البلدان العربية الى جانب الاممالمتحدة والعديد من المنظمات الاقليمية العربية والاسلامية والافريقية والغربية شدد على 'ضرورة الحفاظ على الوحدة الترابية والوطنية لهذا البلد الشقيق'، الدولة الشريكة داخل اتحاد المغرب العربي وجدد 'موقف المملكة الداعم لحل سياسي يتمخض عن حوار مفتوح لكافة الحساسيات التمثيلية ويحافظ على مصالح الشعب الليبي ويستجيب لتطلعاته المشروعة'. وقالت وزارة الخارجية المغربية 'ان الشعب الليبي عانى كثيرا من هذه الأزمة التي خلفت آلاف القتلى وعشرات الآلاف من الجرحى ونفس العدد من النازحين، موضحا أن الوضع الانساني الحالي في مصراتة تجسيد جلي لهذه المأساة' وأن حماية السكان المدنيين باتت حاليا أمرا ذا أولوية، بما في ذلك إقرار وقف فوري لإطلاق النار يتم التحقق منه دوليا. وذكر الفاسي الفهري بأن القرار 1973 لمجلس الامن 'يتيح إطارا مرجعيا لمعالجة شاملة وكاملة لهذه الأزمة، ويشجع إيجاد حل يمكن ليبيا من استعادة استقرارها والشعب الليبي الشقيق من اختيار مستقبله بنفسه'. وكانت انتقادات وجهت لوزارة الخارجية المغربية لاستقبالها وفدا ليبيا برئاسة عمران بوكراع نائب وزير الشؤون الخارجية الليبي 'في الوقت الذي يواصل فيه النظام الليبي قمع المدنيين وفي الوقت الذي اعترفت دول عظمى بالمجلس الانتقالي الليبي وأقرت بفقدان الديكتاتور معمر الليبي لشرعيته في الحكم' حسب موقع لكم المغربي. وقال الطيب الفاسي الفهري 'إن المغرب مرتبط بروابط الأخوة والتضامن مع الشعب الليبي الشقيق، وملتزم بشكل دائم ببناء الصرح المغاربي' مؤكدا خلال استقباله بوكراع 'تشبث المغرب بالاحترام الكامل للوحدة الترابية، والوحدة الوطنية لليبيا الشقيقة وأنه بهذه الروح، شارك في الاجتماعات الدولية التي انعقدت بباريس ولندن والدوحة'. واكد الفاسي الفهري أنه بالنسبة للمغرب فإن الحل لا يمكنه أن يكون عسكريا إذ يتعين بالضرورة أن يكون سياسيا منفتحا على المستقبل، ويتيح للشعب الليبي أن يقرر هو بنفسه وبشكل ديمقراطي مستقبله وقال إن ليبيا التي توجد في قلب جنوب حوض المتوسط وشمال منطقة الساحل الصحراوي، تعد بلدا مغاربيا عربيا وإفريقيا هاما بالنسبة للاستقرار الإقليمي وعبر عن انشغال الحكومة، والشعب المغربي بالوضعية الصعبة والعويصة للجالية المغربية المقيمة بليبيا، وطالب باتخاذ الإجراءات الملائمة لضمان أمنها وحماية حقوقها. وتبرز وسائل الاعلام المغربية التقارير التي تتحدث عن دعم جزائري لنظام العقيد معمر القذافي وتشير الى تسهيل مرور المرتزقة الافارقة بالاضافة الى مشاركة قوات من جبهة البوليزاريو الى جانب قوات العقيد القذافي وهو ما نفته الجزائر والجبهة. وأبرزت وكالة الانباء المغربية الرسمية تقريرا لصحيفة 'ديلي تلغراف' البريطانية، يقول أن غالبية المرتزقة الذين جندهم نظام العقيد معمر القذافي هم أعضاء بجبهة البوليزاريو وأن صفقة لتجنيد 450 من مرتزقة مخيمات تندوف، حيث التجمع الرئيسي لجبهة البوليزاريو.