احتضنت العاصمة القطرية، أمس الأربعاء، أول اجتماع لمجموعة الاتصال حول ليبيا, في وقت تتزايد المبادرات الدولية لإنهاء الأزمة الليبية وفي ضوء جدل حول جدوى العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي، من أجل إضعاف طاقة القوات الموالية للعقيد، معمر القذافي، وحماية المدنيين من هجماتها. وتضم مجموعة الاتصال, التي تشكلت في مارس الماضي في لندن, بريطانيا وتركيا وفرنسا ودولا عربية ومنظمات دولية . وكلفت ب "الإشراف" على التحرك في ليبيا في إطار قرارات الأممالمتحدة وبالتعاون مع حلف الأطلسي، باعتباره الذراع العسكرية للعملية. وأعلن في أنقرة أن وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، سيعرض في الدوحة خطة سلام تركية لحل الأزمة الليبية, تنص على وقف إطلاق النار وإنشاء "فضاءات إنسانية آمنة" لمساعدة الشعب الليبي, وإطلاق "عملية واسعة للتحول الديمقراطي" في ليبيا باتجاه "انتخابات حرة". وقال مصدر رسمي تركي إن أوغلو سيفسر لشركائه، خلال الاجتماع "خريطة الطريق"، التي أعلنتها تركيا، الأسبوع الماضي، لحل أزمة ليبيا. وسبق هذا الاجتماع جدل حول زيارة وزير الخارجية الليبي السابق، موسى كوسا، إلى الدوحة، قبل اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا, بعد أن أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنه سيتوجه من بريطانيا إلى قطر لإجراء محادثات مع الحكومة القطرية وممثلين ليبيين آخرين، قبل هذا الاجتماع . غير أن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا, الذي يمثل حاليا التمرد الليبي على النظام، الذي أكد مشاركته في اجتماع مجموعة الاتصال, سارع إلى الإعلان أن موسى كوسا لن يمثله خلال هذا الاجتماع . وصرح المتحدث باسم التمرد مصطفى الغرياني, أنه "لا علاقة لكوسا على الإطلاق بالمجلس الوطني الانتقالي" . وفي السياق نفسه, أجرى وفد الوساطة الإفريقية حول ليبيا محادثات بالجزائر العاصمة مع الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، تناولت حسب وكالة الأنباء الجزائرية, الجهود المبذولة من أجل حل الأزمة. وكان وفد الوساطة الإفريقية التقى في طرابلس الزعيم الليبي، معمر القذافي، و ببنغازي ممثلين عن المتمردين. وعرض الاتحاد الإفريقي "خريطة طريق" تنص على وقف فوري للمعارك وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وبدء حوار بين الأطراف الليبية بهدف المرور إلى مرحلة انتقالية. غير أن حركة التمرد رفضت أي وساطة لا تشمل رحيل القذافي عن السلطة. وجدد المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على لسان مسؤول الإعلام في المجلس محمود شمام, عشية اجتماع مجموعة الاتصال حول ليبيا, عدم قبوله بأي حل سياسي للأزمة الليبية "لا يتضمن مغادرة معمر القذافي وأبنائه للبلاد". وتعززت المساندة الدولية لموقف المعارضة المسلحة الليبية بعد أن أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف, في حديث نشره الكرملين , أنه "على القادة الليبيين التنحي عن السلطة لإفساح المجال أمام بلدهم للتطور" . من جهتها, اعتبرت بريطانيا على لسان وزير خارجيتها وليام هيغ أن ضمان مستقبل مستقر في ليبيا "يفترض تنحي العقيد معمر القذافي". ومن المقرر أن يلتقي وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي، اليوم الخميس وغدا الجمعة، في برلين بعد أسبوعين على بدء عملية حلف الأطلسي لبحث الجهود الهادفة لتسوية الأزمة الليبية, في ضوء رفض الزعيم الليبي العقيد، معمر القذافي، التخلي عن الحكم . ولفت الأمين العام للحلف، اندرس فوغ راسموسن، إلى خطر استمرار المعارك، الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم تدهور الوضع مع "خطر استغلال تنظيم القاعدة والتيار الإسلامي هذا الوضع كما كانت الحالة في العراق", معتبرا أنه "لا يوجد حل عسكري للأزمة الليبية، وأن هناك ضرورة ملحة لإيجاد حل سياسي".