صوت النواب في البرلمان الهولندي، صباح أول أمس الثلاثاء، لصالح مشروع قانون جديد مثير للجدل يقضي بحظر ذبح المواشي على الطريقتين اليهودية والإسلامية. واحتج المسلمون واليهود على القانون، في حين اعتبر النواب الهولنديون أن الذبح على الطريقتين الإسلامية واليهودية غير إنساني، حيث يشترط القانون الهولندي أن يفقد الحيوان الوعي قبل ذبحه حتى لا يتعرض للألم أو الخوف، وبذلك تكون هولندا قد انضمت إلى نيوزيلندا والدول الإسكندنافية وسويسرا التي تمنع الذبح هي الأخرى. ويعيش في هولندا مليون مسلم من مجموع 16 مليون مواطن هولندي، وأغلبهم من الأتراك والمغاربة، في حين لا يتجاوز عدد اليهود في هولندا 50 ألفا. وحذر ياسين الفرقاني، الناطق باسم «المبادرة اليهودية الإسلامية للتصدي لحظر الذبح من دون تخدير»، من خطورة اتخاذ مثل هذا القرار الذي يحظر ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية «الحلال» واليهودية «كوشير»، مشيرا إلى أن هذا القرار، إضافة إلى اعتدائه على حرية الحقوق الدينية، ستكون له تبعات اقتصادية، حيث إن «هولندا تعد واحدة من أهم دول أوربا المصدِّرة للأغذية الحلال، كما تعتبر دول الخليج، والسعودية على سبيل الحصر، أول مستورد للأغذية الحلال من هولندا»، وأضاف الفرقاني قوله: «على الساسة أن يعوا أن القرار سيضر بمواطنين هولنديين وسيضطرون إلى استيراد ما يحتاجونه من دول مجاورة مازالت تسمح بالذبح الحلال»، علما بأن الحملة أطلقتها في البداية «ماريان تيم»، زعيمة حزب الرأفة بالحيوان الذي لا يملك سوى مقعدين في البرلمان من أصل 150 مقعدا، حيث اقترح هذا الحزب أن يتم إلغاء الاستثناء الخاص بالمسلمين واليهود في الذبح من دون تخدير للحيوان، بحجة أن الحيوان عندما يُذبح من دون تخدير يتعرض لآلام شديدة، وأن الشرائع اليهودية والإسلام لا تمنع التخدير، ولقي هذا المقترح دعم الحزب الليبرالي الحاكم وحزب الحرية الذي يتزعمه «خيرت فيلدرز»، المعروف بعدائه للإسلام، في حين عارضت الأحزاب المسيحية الثلاثة استصدار مثل هذا القانون الذي رأت فيه تعارضا مع حرية الاعتقاد، لكن هذه الأحزاب لا تملك أغلبية في البرلمان. ويذكر أن القانون في هولندا يمنع الذبح من دون تخدير في المذابح الهولندية، ويستثني منذ 1975 من إجبارية التخدير المذابحَ التي تذبح للمسلمين واليهود، وذلك لكون الديانتين تعتبران الحيوان المذبوح مخدرا ليس حلالا، لشبهة موته قبل الذبح. وقال الشيخ حسان موسى، نائب رئيس مجلس الإفتاء السويدي ورئيس الهيئة السويدية لنصرة النبي والدفاع عن المقدسات الإسلامية ورئيس المعهد السويدي الإسلامي للحوار والتواصل، إنه «يجب على المسلمين أن يواجهوا هذا القانون الهولندي الذي يمنع الذبح الإسلامي للمواشي بدعوى الرأفة بالحيوان بمواقف حضارية وسلمية يبينون فيها القيم الإسلامية والجوانب الحضارية في الإسلام وكذلك أهمية الذبح الحلال، من خلال التحالف مع بعض الطوائف كالطائفة اليهودية التي تتبنى مفهوم الذبح الحلال، كما يجب على المسلمين العمل المؤسساتي الجاد من خلال وحدة الكلمة وفتح حوار جاد مع جميع مكونات المجتمع الهولندي لإيقاف مثل هذه الطموحات والمشاريع الاستفزازية للمسلمين والتي لا تخدم السلم والاستقرار الاجتماعي في هولندا وفي باقي دول أوربا». وعلى حد قوله، فإن «اليمين المتطرف وأنصاره لا يفوتون فرصة ليحاولوا إرسال رسالة سلبية إلى المجتمع الهولندي تجاه المسلمين للإيحاء من خلالها بأن الأقلية المسلمة في الغرب شاذة وأنها تمارس الكثير من السلوكات والأفعال الشاذة، ومنها الذبح الإسلامي للمواشي، حسبهم، وهدفهم من ذلك هو الإيحاء لمجتمعاتهم بأن المسلمين بربريون وهمجيون، ومن أجل كل ذلك تحالفوا مع جمعيات الرفق بالحيوان. وللأسف الشديد، هذه السلوكات والتصرفات التي بدأت في أوربا وهولندا لا تخدم التعايش السلمي والتسامح في إطار مجتمع متعدد الأعراق والثقافات والأديان».