أطلقت السلطات الصينية سراح المعارض البارز هو جيا من السجن بعد أن قضى أكثر من ثلاث سنوات بتهمة التخريب، طبقا لما أكدته زوجته على الإنترنت. وقد أكدت تسينغ جينيان على موقعها على صفحة التواصل الاجتماعي «تويتر» أن السلطات الصينية أفرجت أول أمس الأحد عن زوجها هو جيا، الذي يعد واحدا من أبرز المعارضين للنظام. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن تسينغ قولها إن زوجها لا يرغب حاليا في التحدث إلى الإعلام، وأعربت عن خشيتها من أن أي تصريحات صحفية له في هذه المرحلة على الأقل قد تعرضه لمشاكل إضافية. وعن خطط زوجها المستقبلية، قالت تسينغ إن جيا درس المحاماة عندما كان في السجن «ولا ينوي مغادرة البلاد على الإطلاق، وسيواصل دفاعه عن حقوق الناس». يشار إلى أن صورا التقطت لعناصر من الشرطة الصينية تحيط بمنزل المعارض جيا -الكائن في مجمع سكني بمنطقة تدعى مدينة الحرية- بعد إطلاق سراحه، في إشارة تدل على أنه سيخضع على الأرجح للإقامة الجبرية، كما جرت العادة مع المعارضين الذين يتم إطلاق سراحهم. وسبق لزوجة جيا أن أعربت عن خشيتها من أن يتم وضع الأسرة بكاملها تحت الإقامة الجبرية، الأمر الذي دفعها إلى إرسال ابنتهما الوحيدة للإقامة عند بعض الأقارب. وأدين جيا عام 2008 بالتحريض على «تخريب سلطة الدولة» لانتقاده المشكلات المتعلقة بحقوق الإنسان في الصين. وكان ينظر إلى جيا باعتباره مرشحا محتملا لنيل جائزة نوبل للسلام العام الماضي قبل أن تذهب إلى المعارض الصيني الآخر ليو شياوبو المعتقل حاليا. وكان دفاع هو جيا عن حقوق المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في الصين قد أثار الاهتمام الدولي، حيث منحه البرلمان الأوروبي جائزة سخاروف لحرية الفكر عام 2008. وكشف ناشطون في منظمة «هيومن رايتس ووتش»، ومقرها الولاياتالمتحدة، شروطا وضعتها السلطات الصينية في مضمون الحكم الصادر على جيا، منها عدم الاتصال بوسائل الإعلام، وحرمانه من حقوقه السياسية لمدة عام كامل. ويأتي إطلاق سراح هو جيا عقب الإفراج المفاجئ عن الفنان والناشط البارز أي ويواي، في الوقت الذي يزور رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو أوروبا في جولة تشمل المجر وبريطانيا وألمانيا. وكانت السلطات الصينية قد شددت على ملاحقة معارضيها منذ فبراير الماضي خشية انتقال عدوى التحركات الشعبية في العالم العربي إليها ضد نظام الحزب الواحد، لا سيما مع اقتراب موعد تغيير القيادة السياسية تبعا لنظام الحزب الشيوعي الحاكم العام المقبل.