أدى انقلاب شاحنة كانت محمّلة بأكياس من الإسمنت المسلح في الطريق الرابطة بين جماعة «أولاد جرار» في تزنيت وبلدية «الأخصاص»، إلى إغلاق الطريق الوطنية رقم 1، قرب دوار «ميرغت»، القريب من أحد المنعرجات المؤدية إلى مركز «الأخصاص». وأفادت مصادر من عين المكان أن عطبا تقنيا أرغم سائق الشاحنة على فصل المقطورة عن العربة الضخمة المحمّلة بالإسمنت وتركها في جنبات الطريق في انتظار إصلاح العطب. وحسب المصادر ذاتها، فإن الحادث، الذي وقع زوال أول أمس الثلاثاء، يعود إلى احتكاك مباشر وقع بين إحدى الشاحنات التي مرت بنفس الطريق مع العربة التي كانت متوقفة في أحد المنعرجات الجبلية في المنطقة، وهو ما أدى إلى اهتزازها، بعد إصابة أحد الركائز التي تعتمد عليها في الوقوف، مما تسبب في فقدان العربة توازنَها وسقوط حمولتها الإسمنتية على الأرض، وهو ما صعّب مأمورية المرور بشكل سلس لمئات السيارات والحافلات والشاحنات، التي اعتادت المرور من هذه الطريق في اتجاه مختلف الأقاليم الجنوبية. وقد تسبب الحادث في توقف المئات من العربات في جنبات الطريق، في أجواء شديدة الحرارة لمدة تزيد على أربع ساعات، كما تأخر العديد من السكان في الالتحاق بمقرات سكناهم وتأخر الموظفون العموميون في الالتحاق بمقرات عملهم، ولم يتمكن المئات من الأشخاص من المرور إلا بعد استقدام جرافة تابعة للحامية العسكرية في منطقة «بيزكارن»، التابعة لعمالة كلميم، حيث قامت بفتح الطريق الرئيسية في حدود الرابعة والنصف مساء، بعد إزالة العربة وإفراغ حمولتها الإسمنتية من طرف عمال البناء، الذين استعانت بهم السلطات للمساهمة في فتح الطريق، كما عمل رجال الدرك الملكي على تنظيم عملية المرور بعد الازدحام الشديد الذي عرفته الطريق. وقد أعاد الحادث الجديد إلى الواجهة مَطالب المارة وسكان بلدية «الأخصاص» ونواحيها، خاصة في ما يتعلق منها بمطلب الإصلاح والتقوية، كما أثار الحادث جملة من التساؤلات بخصوص البدائل التي وضعتها السلطات الوصية على قطاع الطرق لتفادي وقوع مثل هذه التوقفات الاضطرارية في أماكن شديدة الوعورة من حيث الطقس، وفي طريق معروفة باستعمالها المستمر على مدار الساعة، من قِبَل المغاربة والأجانب المتوجهين إلى الأقاليم الجنوبية والقادمين منها، بل والمتوجهين إلى مجموعة من الدول الإفريقية، جنوب الصحراء.