شب حريق فجر أول أمس بتيزنيت في شاحنة إسبانية ضخمة محملة بالرخويات البحرية، قادمة من مدينة طانطان في اتجاه مدينة «فلانسيا» الإسبانية، وقدرت مصادر مطلعة حضرت الواقعة حجم الرخويات المحمولة على متن الشاحنة المحترقة بما يقرب من 23 طنا، حيث احترقت كميات معينة منها، فيما تسابق عدد من المواطنين الذين علموا بالنبأ في التزود بالأطنان المتبقية، وخاصة من الأخطبوط وبعض الرخويات المعروفة بجودتها العالية، دون الالتفات للمخاطر الصحية التي قد تنتج عن تناول الرخويات المتأثرة مباشرة بالحريق أو التي لحقتها آثار المواد المستعملة في إخماده. وحسب المعطيات التي استقتها «المساء» من عين المكان، فقد وقع الحادث بالطريق الوطنية رقم 1 على بعد ثلاث كيلومترات من وسط المدينة في الجهة الجنوبية، كما تمكن السائق من إنقاذ مقدمة الشاحنة بعد فصلها عن الحاوية المحترقة، وذلك فور رؤيته لألسنة اللهب المتصاعدة من مؤخرتها، ومباشرة بعد علمها بالحادث، هرعت إلى عين المكان فرقة من الوقاية المدنية، مكونة من عشرة أفراد برئاسة القائد الإقليمي للوقاية بتيزنيت، حيث تمكنت من إخماد الحريق باستعمال شاحنة خاصة مزودة بمضخات كبرى تحمل ما يقرب من 6000 لتر من المياه، وقد استغرقت عملية الإخماد ما يقرب من ثلاث ساعات ونصف، كما قامت فرقة الإنقاذ بتنقية النقطة الكيلومترية التي شهدت الحادث من المخلفات اللزجة للرخويات المحترقة، مخافة حدوث انزلاقات معينة للناقلات الخاصة والعامة التي تجوب الطريق المذكورة بالآلاف ليل نهار. وحسب ذات المصادر فقد تسبب الحادث في إغلاق الطريق الوطنية من جهة كلميم لمدة تزيد عن أربع ساعات، فيما لا تزال أسباب الحادث مجهولة إلى حدود الساعة، وذلك رغم ترجيح البعض لفرضية الاحتراق الناتج عن خلل فني أصاب الفرامل نتيجة طول المسافة المقطوعة من مدينة طانطان إلى مدينة تيزنيت، بالإضافة إلى الاكتظاظ بالطريق نتيجة العطلة الربيعية وارتفاع درجة الحرارة. وقد أثار الحادث الجديد، جملة من التساؤلات حول مدى نجاعة الاحتياطات المستعملة من قبل الآلاف من سائقي الشاحنات التي تعبر الطريق الوطنية رقم 1، كما أثار مخاوف أخرى عديدة بخصوص التأثيرات السلبية التي قد تؤثر على مستوى الصحة العامة بالإقليم، خاصة بعد إقبال المواطنين على التزود بالأخطبوط البحري ومجموعة من الرخويات التي خلفها الحادث بالأطنان، وذلك أمام مرآى وأعين السلطات، حيث لجأ البعض إلى بيع «الغنائم» ببعض الأسواق العامة، فيما اكتفى البعض الآخر بالاستعمال الشخصي أو تزويد بعض الجيران والأصدقاء بالرخويات، وفي هذا السياق طالب المتحدثون بضرورة العمل على طمأنة المواطنين من طرف الدوائر المسؤولة إقليميا على الصحة العامة، من أجل نفي أو تأكيد فرضية الخطورة الناتجة عن تناول الرخويات المذكورة، مخافة وقوع تسممات معينة قد تكون ناتجة عن المواد اللزجة المستعملة في إخماد الحريق. يشار إلى أن الحادث الحالي، يعتبر ثاني حادث يقع بالطريق ذاتها في ظرف أسبوع واحد بتيزنيت، حيث احترقت شاحنة أخرى قادمة من مدينة الداخلة في اتجاه منطقة هوارة بإقليم تارودانت، كانت تقل على متنها أطنانا من الطماطم والفلفل الأخضر في اتجاه معامل التلفيف بالجهة، وذلك بعد أن اكتشف سائقها حريقا شب في المقطورة جراء احتراق العجلات الخلفية بسبب خلل فني أصاب الفرامل.