وقعت، صباح السبت الماضي في تزنيت، حادثة سير مُروِّعة في الطريق الوطنية رقم 1 الرابطة بين جماعة المعدر الكبير ووسط المدينة، حيث أدى اصطدام قوي بين شاحنتين ضخمتين إحداهما محملة بغاز البوطان قادمة من مدينة أكادير، وأخرى محمَّلة بأطنان من الأسماك المُعَدّة للتصدير قادمة من ميناء الداخلة في اتجاه دولة البرازيل.. . وقد أسفر الحادث عن مصرع السائق (م. أ.) الذي كان يقود شاحنة الغاز واحتراق جثته بالكامل، فيما تمكن سائق الشاحنة الأخرى من إنقاذ نفسه والخروج من مقطورته المحترقة، رغم إصابته بكسور في رجليه وبجروح متفاوتة الخطورة، كما أصيب في الحادث نفسه سائق سيارة أجرة كبيرة اصطدمت هي الأخرى بمؤخرة الشاحنة الثانية، بسبب عدم احترامه سائقها المسافةَ القانونية المفروضة بين العربات. وقد خلق الحادث الذي وقع في حدود السابعة والنصف صباحا، حالة من الاستنفار في صفوف الأجهزة الأمنية والسلطات الإقليمية بمختلف مستوياتها، حيث تم تطويق مكان الحادث بعدد من رجال الدرك والجنود والقوات المساعدة، بسبب مخاوفَ من حدوث تسرُّبات غازية من صهريج الشاحنة المحترقة، فاستعانوا برجال الوقاية المدنية الذين استعملوا خراطيم المياه للحفاظ على درجة حرارة منخفضة في حاوية الغاز المهدَّدة بالانفجار في أي لحظة، كما استعانوا بفريق تقني تابع لشركة الغاز تَمكَّن من إفراغ حمولتها في شاحنات صهريجية تابعة لنفس الشركة، فيما تم إخراج جثة الهالك، بصعوبة بالغة، من وسط ركام الحديد المحترق، بعد ساعتين من وقوع الحادث، كما تم تحويل مسار الطريق الوطنية الرابطة بين تزنيتوأكادير إلى الطريق الإقليمية المؤدية إلى ماسة عبر شاطئ أكلو، قبل أن يُسمَح لسائقي العربات المختلفة بالمرور في إحدى الطرق الهامشية المحاذية لموقع الحادث، بعد زوال خطر الانفجار. وأفادت معطيات حصلت عليها «المساء» من مصادر من عين المكان بأن عدم انفجار حاوية الغاز يعود إلى أنها ما تزال حديثة وتتوفر على أحدث الاحتياطات والتقنيات المعمول بها في مجال مكافحة الحرائق والاصطدامات، فيما عزت المصادر أسباب الحادث المفجع إلى خطأ في تقدير عملية التجاوز التي أقدم عليها سائق الشاحنة المحمَّلة بالأسماك، قبل أن يفاجَأ بوجود شاحنة في الاتجاه المعاكس، فيما أرجعت مصادر أخرى أسباب الحادث إلى النوم وعدم الانتباه وإلى عدم قيام الجهات المسؤولة عن الطرق بوضع خطوط فاصلة بين الجهتين اليمنى واليسرى في الطريق. وقد أشرفت السلطات على نقل جثمان الضحية إلى مستودع الأموات في المستشفى الإقليمي لتزنيت وعلى نقل الجرحى إلى مستعجلات نفس المستشفى، كما أشرفت على ردم الأسماك في حفرة عميقة حفرتْها في عين المكان، ولم تتمكن من إفراغ الطريق من الشاحنتين المصطدمتين إلا في حدود الخامسة مساء، أي بعد ما يقرب من عشر ساعات على وقوع الحادث. عن المساء