طالب الاتحاد الإفريقي ب«حل سريع» يبدأ ب«هدنة إنسانية فورية» لإنهاء معاناة الشعب الليبي، معبرا عن مخاوفه من أن استمرار الصراع يؤثر على شمال إفريقيا ومنطقة الساحل. في المقابل، سارعت بريطانيا إلى رفض هذه الدعوة، وأكدت على ضرورة تنحي العقيد الليبي معمر القذافي لوضع حد للقتال الدائر هناك. ففي اجتماع في مجلس الأمن في نيويورك، أطلع وفد وزاري من الاتحاد الإفريقي، برئاسة وزير الخارجية الموريتاني حمادي ولد حمادي، أعضاء المجلس الخمسة عشر على المساعي السياسية التي يبذلها الاتحاد لحل الأزمة الليبية. وقال حمادي، في خطابه، إنه على عاتق الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة «التزام أخلاقي للبحث عن حل سريع للنزاع». وأضاف: «مخاوفنا أكثر عمقا من الأزمة في ليبيا.. الصراع يكتسب بعدا إقليميا واضحا، والدول المجاورة لليبيا وشمال إفريقيا وامتداد ساحل الصحراء تتحمل عبء التأثير الأكثر سلبية»، مشيرا إلى أن هذا الثمن سيكون «باهظا إذا تواصل الصراع واحتدم». وفي ظل استمرار المعارك بين كتائب القذافي والثوار، شدد حمادي على أن الحل السريع «سيوفر ظروفا لعودة السلام الدائم في ليبيا وتجنيب المنطقة المزيد من المحن»، داعيا إلى «هدنة إنسانية فورية» لتيسير وصول مؤن الإغاثة إلى المدنيين الليبيين تعقبها هدنة مرتبطة بالمفاوضات السياسية بشأن تسوية للازمة. وأكد وفد الاتحاد الإفريقي للأمم المتحدة أن «حلا سياسيا شاملا» من شأنه أن يسمح لليبيين بانتخاب زعيم جديد بحرية وتلبية تطلعاتهم الديمقراطية. ضمن نفس الإطار، اتهمت جنوب إفريقيا حلف شمال الأطلسي باستهداف معمر القذافي عمدا، محذرة من «الشلل» الذي قد يلحق بمجلس الأمن بشأن ملفات أخرى بسبب مهمة الحلف في ليبيا. ووجهت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، مايتي نكوانا مشباني، تحذيرا مبطنا إلى مجلس الأمن، وقالت إن «نيتنا لم تكن أبدا تغيير النظام أو استهداف أفراد كما هو الحال مع القذافي». وأضافت الوزيرة: «هذا واضح من خلال استهداف مقر إقامته بشكل منهجي، مما أدى إلى مقتل أحد أبنائه وأحفاد له في الأسابيع الماضية»، وجددت التعبير عن الاتهامات التي وجهها رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، هذا الأسبوع، والتي مفادها أن الحلف تجاوز التفويض الذي يتيحه له القرار الدولي الأخير بشأن ليبيا. وقال زوما: «أعربنا عن معارضتنا لتحوير النوايا الحسنة الواردة في القرار 1973 الذي دعمته الجامعة العربية والدول الإفريقية، أعضاء المجلس. نؤمن بقوة بأن هذا القرار يتم تحويره لتغيير النظام وللاغتيالات السياسية وللاحتلال العسكري الأجنبي». في المقابل، ردت بريطانيا، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، على الاتحاد الإفريقي بالتأكيد على أن حل الأزمة الليبية يتمثل في إرسال رسالة قوية إلى القذافي مفادها أن تنحيه عن الحكم سينهي «الحرب الأهلية» في ليبيا. وقال السفير البريطاني في الأممالمتحدة، مارك ليال جرانت، إن للاتحاد الإفريقي «دورا رئيسيا» يجب أن يؤديه في جهود السلام في ليبيا، لكن يجب تنسيقه مع جهود الأممالمتحدة تحت إشراف المبعوث الخاص الأممي عبد الإله الخطيب. وقال سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في مقابلة مع صحيفة إيطالية نشرت يوم أمس الخميس، إن والده سيوافق على إجراء انتخابات تحت إشراف دولي بشرط عدم تزوير النتائج. وأضاف سيف الإسلام لصحيفة «كورييري ديلا سيرا»: «يمكن إجراؤها خلال ثلاثة أشهر، في نهاية العام على أقصى تقدير، ويمكن أن يكون وجود المراقبين الدوليين ضمانة للشفافية». وذكر أن الانتخابات يمكن أن تخضع لإشراف منظمات، من بينها الاتحاد الأوربي والاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة أو حتى حلف شمال الأطلسي الذي يقصف قوات القذاف الآن. وميدانيا، تواصل قوات التحالف الغربي قصفها للمواقع الحكومية الليبية، حيث هزت سلسلة انفجارات شديدة وسط العاصمة طرابلس في ساعة مبكرة من يوم أمس الخميس، استهدفت المجمع المحصن للعقيد معمر القذافي الذي يواصل تحديه للأسرة الدولية بعد أكثر من شهر على بداية التدخل العسكري الأجنبي في بلاده.