أعلن المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا رفضه خطة الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة في البلاد مشددا على أن أي مبادرة يجب أن تتضمن رحيل العقيد معمر القذافي عن السلطة، وهو ما أكدته أيضا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. ففي بنغازي أعلن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل بعد محادثات للمجلس مع وفد الوساطة الأفريقي، رفض المبادرة الأفريقية. وقال "إن المبادرة تجاوزها الزمن". وأضاف في مؤتمر صحفي أن المبادرة الأفريقية لا تلبي تطلعات الشعب الليبي ولا تتضمن رحيل القذافي وأبنائه عن المشهد الليبي، مشددا على أن أي مبادرة لا تتضمن هذا المطلب جديرة بعدم الالتفات إليها. ودعا عبد الجليل القذافي وأبناءه إلى الرحيل فورا، وقال "على القذافي أن يرحل إن أراد النجاة بنفسه وإلا فإن طوفان الجماهير سيكتسحه". وكانت اللجنة الرفيعة المستوى المشكلة من الاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا قد وصلت في وقت سابق إلى بنغازي حيث عرضت على المجلس الوطني الانتقالي خريطة طريق تنص على وقف الغارات الجوية التي يشنها حلف شمال الأطلسي. وأجرى الوفد محادثات في طرابلس مع العقيد معمر القذافي في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. وقال جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا إنّ القذافي قبل خريطة طريق لتسوية الأزمة الليبية طرحتها عليه اللجنة لحل الأزمة. وكان الاتحاد الأفريقي قد دعا الأحد الماضي إلى وقف القتال فورا في ليبيا, واقترح إقامة فترة انتقالية لتبني إصلاحات. وقد خرجت مظاهرة في بنغازي ضد وجود وفد الاتحاد الأفريقي في المدينة. وندد المتظاهرون بجهود الوساطة الأفريقية لأنها لا تتحدث عن ذهاب معمر القذافي من الحكم. في هذه الأثناء قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في معرض تعليقها على مبادرة الاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا، إن الولاياتالمتحدة تريد أن يحدث انتقال في ليبيا يؤدي إلى رحيل القذافي عن السلطة وعن ليبيا. وأضافت "أميركا تريد وقفا لإطلاق النار في ليبيا وانسحاب كل قوات النظام من المناطق التي دخلتها بالقوة وتدفق المعونة الإنسانية". من جهة ثانية قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ يوم الاثنين إن أي وقف مقترح لإطلاق النار في ليبيا ينبغي أن يلبي الشروط التي وضعتها الأممالمتحدة. وأضاف "لا ينبغي إبرام وقف لإطلاق النار لا يلبي شروط قراري مجلس الأمن رقم 1970 و1973 بالكامل أو لا يقبله من يمثلون المعارضة في ليبيا بمن فيهم المجلس الوطني الانتقالي". وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني "أي شيء دون ذلك سيكون خيانة لشعب ليبيا وسيصب في مصلحة النظام الذي أعلن وقفين وهميين لإطلاق النار منذ بدء القتال دون أن تتوقف الحملة العسكرية الشرسة التي يشنها ولو للحظة". وقال هيغ وفراتيني إن على القذافي أن يرحل عن السلطة. في نفس السياق ،حذر وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا من أن بلاده قد تصبح "صومالاً جديداً" ما لم تتوقف كل أطراف الصراع عن الزج بها في أتون حرب أهلية. وفي أول تصريح يدلي به منذ فراره إلى بريطانيا في 30 مارس أعرب كوسا يوم الاثنين في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عن رفضه تقسيم التراب الليبي قائلا إن وحدة ليبيا "هي الأساس لأي حل وتسوية". وأضاف "أطالب بشدة كل الجهات بتجنيب بلدنا الدخول في حروب أهلية والانزلاق في حمام دم وتحويل ليبيا إلى صومال جديد". وأشار كوسا - وهو أبرز مسؤول ليبي ينشق حتى الآن- إلى أنه لم يعد على اتصال مع حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي. وأردف القول إنه قرر الاستقالة "عندما بدأ الليبيون يفقدون الأمن والاستقرار". واستطرد قائلا إن حل الأزمة الراهنة في بلاده "سيأتي من الليبيين أنفسهم عبر نقاش وحوار ديمقراطي". ودعا كوسا مجلس الأمن وبريطانيا وحلفاءها إلى تحمل مسؤولياتهم في إنقاذ ليبيا من الوضع الإنساني المتردي الذي تعيشه معظم المدن في ليبيا. وأوضح كوسا من جهة أخرى أنه جاء إلى بريطانيا لأسباب شخصية، ولأن بريطانيا وليبيا "عملا سويا ضد الإرهاب ونجحا في تفادي عمل إرهابي" وفي تفكيك البرنامج الليبي لأسلحة الدمار الشامل.