قالت مصادر قضائية الأحد الماضي إن مصر اعتقلت إسرائيليا للاشتباه في تجسسه ومحاولته تجنيد شبان مصريين للقيام بأنشطة ضد الدولة خلال المظاهرات، التي وقعت بميدان التحرير بعد سقوط الرئيس حسني مبارك. وتابع مصدر قضائي بمكتب النائب العام أن المعتقل ضابط بالمخابرات الإسرائيلية (موساد) ويدعى إيفرلان غرين، وأنه كان يعمل في ميدان التحرير وسط القاهرة بشكل يومي لتحريض الشبان على الصراع الطائفي وعلى الاشتباك مع قوات الجيش، مضيفا أنه كان يوزع المال أيضا على البعض. وذكرت وكالة «يونايتد برس إنترناشونال» أن غرين (41 عاما) يشتبه أيضا بتورطه في نقل معلومات عن الأوضاع الداخلية خلال ثورة 25 يناير التي أسقطت مبارك. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصدر قضائي، أن الجاسوس رُصد في منطقة إمبابة وقرية صول، اللتين شهدتا أحداث عنف طائفي في ماي ومارس الماضيين، وأن التحريات الأولية تشير إلى دخوله مصر في فبراير الماضي. وأفاد مدير مكتب «الجزيرة» بالقاهرة عبد الفتاح فايد بأن جاسوس إسرائيل كان يقدم نفسه على أنه صحفي بوسيلة إعلام غربية، مضيفا أن السلطات قبضت على مصريين نجح غرين في تجنيدهم لتزويده بالمعلومات. وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية أن المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا المستشار هشام بدوي أصدر قرارا بحبس غرين 15 يوما على ذمة التحقيق في «قضية اتهامه بالتخابر على مصر بغية الإضرار بمصالحها الاقتصادية والسياسية». من جانبها، نفت إسرائيل على لسان مسؤول رسمي في حديث لموقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني علمها بالأمر، وقال المسؤول إن خبرا كهذا يتردد مرة كل شهر أو شهرين، مضيفا «إنه لأمر محزن جدا أنهم يريدون بذلك الحفاظ على صورة سلبية وعدائية لإسرائيل» في إشارة إلى السلطات المصرية. يُذكر أن علاقات القاهرة وتل أبيب شهدت توترا بعد سقوط مبارك إزاء خلاف على وقف صادرات الغاز المصري إلى إسرائيل بعد تعرض خط الأنابيب للتفجير، فضلا عن رعاية مصر للمصالحة الفلسطينية وقرارها فتح معبر رفح الحدودي لتخفيف الحصار عن غزة. كما تشهد مصر تزايدا في نشاط التجسس الإسرائيلي عقب سقوط مبارك، حيث تم القبض على جاسوس أردني اعترف بالتجسس لصالح إسرائيل. كما نقلت صحف محلية عن مصادر مسؤولة أن النيابة تجري تحقيقات مع شبكة تجسس إسرائيلية كبيرة تضمّ مصريًا وإسرائيليين تَم القبض عليهم في أعقاب الثورة.