تعتبر التغذية من العوامل التي تتحكم في نمط حياة الإنسان، ويتكلم الجميع هذه الأيام عما يسمى بكتيريا «إي كولاي»، والسبب دائما هو سوء التعامل مع الغذاء، والذي أدى إلى كوارث إنسانية. وقد دعا مفوض الصحة في الاتحاد الأوربي ألمانيا إلى تكثيف جهودها لتحديد مصدر هذا التلوث، الذي تسبب في أزمة صحية خطيرة في الاتحاد الأوربي وفي انهيار سوق الخضر والفاكهة. وأشار إلى أن الاتحاد الأوربي يواجه «أزمة خطيرة» ولا بد من تسخير كل الإمكانات من أجل تحديد سبب الوباء في أقرب وقت ممكن. وتحدثت المفوضية الأوربية عن «أزمة استهلاك في كل أوربا، مع انخفاض كبير في استهلاك الفواكه والخضر وليس فقط الخيار»، وفق أحد الناطقين باسمها. وقال المفوض الأوربي: «نعمل جاهدين للوصول إلى مصدر التلوث، وأدعو الدول الأعضاء، وخصوصاً ألمانيا، إلى زيادة جهودها في هذا الاتجاه». وقد ارتفع عدد المصابين في ألمانيا بعدوى «إي كولاي» إلى أكثر من 2200 شخص، منهم 520 يعانون من أعراض مرضية شديدة، حسب التقديرات الرسمية. وأعلن في ولاية «تورينغين»، الشرقية، عن وفاة سيدة مسنة، متأثرة بأعراض المرض، مما رفع عدد الوفيات في ألمانيا إلى 18. ولهذا، ارتأينا التحدت عن هذه الظاهرة وكيفية الوقاية من هذه البكتيريا، لأن المشكل يكمن في التغذية. و«إي كولاي» نوع من أنواع البكتيريا العضوية، والتي عادة ما تصيب القناة الهضمية للإنسان، وهناك أنواع كثيرة، ليس لبعضها لها أي أضرار على الإنسان، بينما يفرز البعض الآخر سموما تسبب تقلصات معوية شديدة وإسهالا. وقد تسبب انتشار هذه البكتيريا مؤخرا في أوربا في مشاكل صحية كثيرة وأبدت تأثيرها على الدم والكلي، وأحيانا، قد يتجاوز الأمر إلى التأثير على الجهاز العصبي المركزي كذلك. وتتلخص الأعراض في: إسهال دموي، فشل كلوي ونوبات صرع. أما عن مصدر العدوى مؤخرا فقد ثبت أنه هو الخضر الأوربية. ورغم أن التقارير المبدئية حددتها على وجه الخصوص في «الخيار» فقط، فإن هذه البكتيريا ظهرت، أيضا، في أنواع أخرى من الخضر. فرغم أن مسببات هذه البكتيريا كانت تقتصر على اللحم غير المطبوخ جيدا وعلى البيض، فإن الخضر تسببت، مؤخرا أيضا، في ذلك. ولتجنب الخطر لا بأس في اتخاذ بعض الاحتياطات، مثل غسل اليدين بالماء والصابون جيداً، قبل إعداد الطعام وطهيه، بالإضافة إلى طهي اللحم المفروم، حتى زوال اللون الوردي عنه تماماً، وعدم تذوق شيء من اللحم أثناء طبخه، كما لا يجب وضع اللحم الناضج في أطباق وضع عليها اللحم النيئ سابقاً من دون غسلها جيدا، بالإضافة إلى إبقاء اللحوم غير المطبوخة، بعيداً عن بقية الأطعمة. ولا يجب تناول الحليب الطازج من دون تسخين وإبقاء الأطعمة الساخنة ساخنة والأطعمة الباردة باردة دائماً، كما يجب في المطاعم الحرص على تناول اللحوم المطبوخة جيداً وغير المحتوية على أجزاء حمراء غير ناضجة وعدم تناول السندويتشات، التي تحوي لحوما خارج البيت، لاحتمال تلوثها وعدم طهيها جيدا، وتجنب العصائر الجاهزة، ومنها عصير التفاح. كما يجب غسل الفواكه والخضر جيدا، خاصة التي تؤكل نيئة كالسلطات. كما يجب الانتباه إلى الأطفال وحمايتهم، خصوصاً الأقل من 5 سنوات أو كبار السن أو الذين يعانون من مناعة ضعيفة أو الذين يتناولون أدوية مخفضة للمناعة، والحرص على شرب الماء النقي والمعالَج بالكلور أو بالمطهرات الأخرى وعدم الشرب من ماء لا ترعاه سلطة رسمية أو من ماء الخزانات الأرضية، الذي قد يكون ملوثا بمياه المجاري المجاورة. ويجب، أيضا، تعليم الأطفال غسل اليدين بالماء والصابون الوافر بعد خروجهم من الحمام، خاصة أولئك الذين يعانون من الإسهال، وتقليم أظفار الأطفال وبقية أهل البيت، حتى لا تتجمع الجراثيم تحتها. وتبقى «إي كولاي» السامة بكتيريا سامة خطيرة، وقد تكون قاتلة بالنسبة إلى الأطفال أقل من 5 سنوات وكبار السن، لعدم تمتعهم بمناعة جيدة. لذا يجب التقليل من تناول الأغذية خارج البيت والطبخ جيدا داخل البيت والنظافة التامة في المنزل أثناء تحضير الطعام، ولهذا يبقى سوء التعامل مع الغذاء العامل المهم وراء المشاكل الصحية التي يعيشها العالم. وبإجراءات بسيطة وبالتعود عليها، يمكننا أن نتجنب كل المشاكل الناتجة عن التغذية غير الصحية، ولكي لا نحس أن معدتنا عالة علينا.. ولا تنسوا أن المرض والشفاء مطلوب والوقاية خير من العلاج...