أكد مسؤولو الاتحاد الاسباني لمنتجي ومصدري الخضر والفواكه في آخر تصريحاتهم لوسائل الإعلام الإسبانية، إن المغرب استفاد من تعليق الصادرات الفلاحية الاسبانية من الخضر والفواكه إلى أوروبا، بسبب فيروس "كوليبا سيلي" الذي أصاب الخيار الاسباني، وأنه تم استغلال هذا الوضع من طرف شركات التصدير المغربية، التي ضاعفت من صادراتها في اتجاه الأسواق الأوروبية، و بالخصوص إلى بلدان فرنسا وإيطاليا وبلجيكا، بعدما كانت الصادرات الاسبانية من الخضروات تغطي 70 في المائة من مجموع الصادرات الفلاحية إلى هذه الدول. ولقد توقفت الكثير من الدول عن استيراد المنتجات الفلاحية الاسبانية، ومنها الدانمارك وفرنسا وإيطاليا وروسيا، التي تعد ثالث مستورد للخضروات والفواكه الاسبانية، فقد فرضت حظرا على استيراد الخضر من دول الاتحاد الأوروبي، كما أن غالبية مواطني الدول الأوروبية يرفضون حاليا اقتناء الخضروات والفواكه الإسبانية المعروضة في أسواقهم، بسبب تخوفهم من فيروس "كوليبا سيلي". وفي آخر تصريح لوزير الداخلية الاسباني والنائب الأول لرئيس الوزراء ألفريدو بيريث روبالكابا، أكد لوسائل إعلام بلاده، أن حكومة ثاباتيرو لا تستبعد اتخاذ إجراءات ضد السلطات الألمانية التي نسبت إلى الخيار الإسباني عدوى بكتريا (إي - كولي) التي أودت بحياة العديد من الأشخاص. وأن حكومة بلاده عازمة على المطالبة بتعويضات مالية عما حدث لهذا القطاع نتيجة تلك التصريحات. وأشار أيضا إلى أن إسبانيا ستطرح حملة إعلامية للدفاع عن جودة المنتجات الإسبانية التي تطرح بأسعار جيدة للمستهلكين. وقال نائب رئيس الحكومة الإسبانية إن السلطات الألمانية "لديها مشكلة لأنها لا تعرف مصدر البكتيريا". وأعرب روبالكابا عن أمله في أن انتهاء حالة الحظر المفروضة من قبل العديد من الدول على استيراد الخيار الإسباني بسبب وجود أدلة واضحة على أن مصدر هذه البكتريا ليس إسبانيا. وفي تصريح لشبكة (كادينا سير) الإذاعية، قال نائب رئيس الحكومة إن "إسبانيا ليس لديها أي حالة إصابة بهذا المرض، لذا فإن بلادنا ليست مصدر البكتريا". وكانت الحكومة الإسبانية قد أعربت عن "عدم قبولها" للاتهامات التي وجهت إلى قطاعها الزراعي من قبل ألمانيا، الأمر الذي أدى إلى خسائر بلغت قيمتها في إسبانيا نحو 200 مليون يورو خلال أسبوع واحد فقط. وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت بداية الأسبوع الجاري، رفعها لدرجة التحذير من تناول الخيار الاسباني المنتج من الزراعة الطبيعية والذي كان مشتبها بتسببه في تسمم غذائي نجمت عنه وفيات في ألمانياوالسويد. وقالت المفوضية في بيان لها "إن التحاليل الأخيرة التي أجريت في إسبانياوألمانيا على خيار منتج في إسبانيا لم ترصد وجود النوع 0104 من بكتيريا "آي.كولاي" وبالتالي فإن المفوضية ترفع التحذير الذي أصدرته على المستوى الأوروبي. وأبلغت المفوضية جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بقرارها هذا الذي نشرته على الفور وزارة الصحة الاسبانية،التي أكدت كذلك أن قرار المفوضية الأوروبية يشكل خطوة بالغة الأهمية للعودة بأسرع وقت ممكن إلى الوضع الطبيعي للقطاع الزراعي الاسباني. ودعا مفوض الصحة في الاتحاد الأوروبي "جون دالي" ألمانيا إلى تكثيف جهودها لتحديد مصدر هذا التلوث الذي تسبب بأزمة صحية خطيرة في الاتحاد الأوروبي، وبانهيار كبير لسوق الخضر والفواكه. وأشار المفوض الأوروبي كذلك، إلى أن بؤرة الوباء محصورة في منطقة هامبورغ الألمانية فقط، وأضاف أن بكتيريا "آي.كولاي 0104 " سبب المرض الذي أسفر عن تسع حالات وفاة في ألمانيا وحالة وفاة واحدة في السويد، وذلك نقلا عن حصيلة نشرتها الثلاثاء الماضي المفوضية الأوروبية استنادا إلى إحصاءات الدول الأعضاء . وفي نفس السياق، أصدرت روسيا بداية الأسبوع الجاري قرارا يقضي بحظر استيراد الخضر الطازجة من كافة بلدان الاتحاد الأوروبي بسبب التسمم القاتل الناجم عن بكتيريا "آي.كولاي0104" وفقا لما أعلنته وكالة حماية المستهلكين. وصرح رئيس الوكالة "غينادي أويتشنكو"بأن حظر استيراد الخضر الطازجة الذي يشمل كافة بلدان الاتحاد الأوروبي دخل حيز التنفيذ بداية الأسبوع الجاري، مضيفا أن الخضر التي استوردت من بلدان الاتحاد الأوروبي ستصادر في كافة أنحاء روسيا، ودعا "أويتشنكو" المواطنين إلى التخلي عن الخضر المستوردة وتناول المنتوجات المحلية، معتبرا المعايير الصحية المعمول بها في روسيا أفضل مما عليه الأمر في الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن التسمم يدل على أن القوانين الصحية الأوروبية التي يحث البعض روسيا على إتباعها ليست سليمة . يذكر أن حصيلة الوفيات بهذا المرض ارتفعت إلى 17 وفاة ومئات الإصابات الجديدة في ألمانيا، التي تفشى التسمم في أوروبا انطلاقا منها، كما ظهرت حالات جديدة أيضا في بلدان أوروبية أخرى مثل هولاندا والسويد وحتى في الولاياتالمتحدة ، ويبدو أن كل المرضى عبروا من ألمانيا. ومن جهة أخرى، انطلقت الأبحاث العلمية في المختبرات والمعاهد الأوروبية، بغية التوصل إلى وسائل جديدة لمكافحة إحدى أخطر الأوبئة التي يشهدها العالم حاليا. جدير بالذكر أن العديد من الدول الأوروبية، ومن بينها بلجيكاوروسيا والنمسا والتشيك، قررت تعليق استيراد الخضروات الإسبانية بعد إعلان السلطات الألمانية أن جرثومة "الإشريكية القولونية" المعروفة باسم (إي-كولي) أدت إلى العديد من الوفيات.