ترك حراس عدد من المباني والمنشآت السياحية والبنكية في فاس، التابعين لشركة «كروب 4»، أمريكية المنشأ وذات الامتداد الدولي، أماكن الحراسة مساء يومي الجمعة والسبت الأخيرين وخرجوا إلى الشارع لتنظيم وقفات احتجاجية تطالب بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وبوضع حد لاستغلالهم من قِبَل هذه الشركة التي تشغل حوالي 4000 مستخدم في مختلف مناطق المغرب. وقال المستخدمون، الذين قرروا مواصلة حمل شارات الاحتجاج في أماكن عملهم، إنهم سيواصلون احتجاجاتهم إلى حدود يوم الجمعة القادم (10 يونيو)، حيث سيخوضون إضرابا عن العمل لمدة 24 ساعة، ما سيجعل المباني والمؤسسات التي يحرسونها عرضة للخطر في مدينة فاس، التي تعاني من انتشار الجريمة والاعتداءات. وجاء في ملف صحافي توصلت «المساء» بنسخة منه مطالب هؤلاء المستخدَمين، أن هؤلاء قرروا اللجوء إلى نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب للدفاع عن أوضاعهم. ودعا المستخدمون مسؤولي الشركة إلى تطبيق الحد الأدنى للأجور، والذي حددته الدولة، وقال أحد المستخدمين ل»المساء» إن جل مستخدمي الشركة يتوفرون على مستوى تعليمي لا يقل عن مستوى الباكلوريا، ومع ذلك فإن أجور عدد منهم تصل، بالكاد، إلى «السميك». وحذّر المصدر نفسه من هذه الوضعية، مشيرا إلى أن هؤلاء المستخدمين يعملون في مجال نقل الأموال التي تعد بالملايير ويحرسون مؤسسات حساسة مثل الأبناك وبعض الفنادق، وقال إن ضعفهم الاجتماعي يمكن أن يعرضهم ل»الغواية»... كما عاب المستخدمون على الشركة عدم تحديد ساعات العمل الأسبوعية، وأشار المصدر إلى أن المستخدَمين يشتغلون أكثر من 12 ساعة في اليوم، دون أن يستفيدوا من التعويضات. ويقول المستخدَمون إن الشركة تتوفر على وسائل نقل أُعِدّت لمساعدة المستخدَمين على التنقل من وإلى مقرات العمل، لكن مسؤوليهم يستغلونها عوضا عن ذلك في مآرب شخصية. ورغم أن المستخدمين معرّضون لأخطار بحكم المنشآت التي يحرسونها، فإنهم يؤكدون أن الشركة لا توفر لهم وسائل لحفظ الصحة ولا تمنحهم ضمانات قانونية تحميهم أثناء صد أي اعتداء. وتمكن الشركة مستخدميها من العلاج في مصحة خاصة في الدارالبيضاء. ويطالب المستخدمون بالتعاقد مع مصحات أخرى في الجهات التي يعملون فيها ويستغربون كيف أن مصاريف التنقل أثناء انتقالهم للعلاج في الدارالبيضاء تكون على نفقتهم الخاصة. وتُمنَح للمستخدَمين عطلة سنوية محددة في 21 يوما، لكنهم يشتكون من أنهم لا يتمتعون بهذه العطلة بكاملها، لأن مسؤولي الشركة غالبا ما يطالبونهم بالالتحاق بالعمل. ويُمنَع على مستخدمي الشركة إغلاق هواتفهم، وتصنف الشركة هذا الإجراء ضمن الأخطاء المهنية التي تستوجب التأنيب. وتحدث المكتب النقابي لمستخدمي الشركة عن عدم استفادة مُروّض الكلاب من منحة الاعتناء بالكلب وعدم صرف مستحقات في ذمة الشركة لبعض الأجراء وعن عدم التصريح لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالعدد الفعلي للأيام المشتغلة. وربطت الشركة، في رسالة موجهة لعبد العزيز طاشي، الكاتب الجهوي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، بين تأسيس هؤلاء المستخدَمين لمكتبهم النقابي ولجوئهم إلى الاحتجاج وبين «تسرب» معلومات تتعلق بقرارات تأديبية متّخَذة في حق بعضهم، بسبب أخطاء مهنية. وقالت إن تأسيس مكتب نقابي لا يعفي المستخدَم من أداء واجباته المهنية ولا يُجنّبه العقوبات التأديبية التي يقرها قانون الشغل. وأشارت إدارة الشركة، في الرسالة ذاتها، إلى أن استدعاءات وُجِّهت لبعضهم، لكنهم رفضوا تسلمها وأكدت أنها ستتبع الإجراءات طبقا لقانون الشغل. وتقدم شركة «كروب 4» للحراسة نفسها على أنها مصنَّفة ضمن ال500 شركة العاملة في المغرب وتؤكدبأنها منخرطة في احترام الدستور وقانون الشغل والحريات النقابية. لكن مستخدمي فاس يعتبرون أنهم يتعرضون لسلوكات استفزازية لبعض ممثلي الإدارة ولا يتم احترام حقهم النقابي ويتهمون الإدارة باعتماد تقارير أحادية الرواية، دون الاستماع إلى وجهات نظرهم في ما يخص مضامين هذه التقارير.