وجد عمال مقهى «أركانة» بساحة جامع الفنا، التي كانت مسرحا للعملية الإرهابية، في 28 أبريل الماضي، أنفسهم بدون عمل، بعدما أقدم صاحب المقهى المذكور على تسريحهم، وصرف كل المستحقات القانونية، والمتعلقة أساسا بالتعويض عن الإعفاء، وعن مهلة الإخطار، وفارق الأجر، بالإضافة إلى التعويض عن الأعياد الدينية والوطنية. وقد جاء ذلك وفق اتفاق مبرم في إطار الصلح النهائي، بين المشغل باعتباره الممثل القانوني للمقهى، والعمال البالغ عددهم 55 عاملا، تحت مراقبة ممثل عن مفتشية الشغل. وحسب عقد الصلح النهائي، الذي أبرم بين المشغل من جهة، وعمال المقهى من جهة ثانية، طبقا للمسطرة المنصوص عليها في الفصل 41 من مدونة الشغل، فإنه لم يعد من حق العمال المذكورين الرجوع إلى العمل بعد نهاية الإصلاحات، التي يباشرها المشغل بالمقهى. كما أن محضر الاجتماع الذي جمع بين المشغل والعمال، بمقر ولاية جهة مراكش تانسيفت الحوز، أيام 4 و5 و12 من ماي المنصرم، والذي نص على أحقية عودة العمال إلى مقر عملهم بعد متم الإصلاحات، «أصبح لاغيا وعديم الأثر». وفي موضوع ذي صلة، تساءل العمال أنفسهم، الذين أصيب أغلبهم بأضرار بدنية ونفسية جراء الانفجار، في حديث مع «المساء»، عن سبب إقصائهم من الدعم المقدم لفائدة ضحايا تفجير «أركانة»، الذي تحدثت عنه العديد من الجهات الرسمية محليا ووطنيا، علما أن أغلبهم عايش الحادث الإرهابي بكل تفاصيله الكبيرة والصغيرة، بعد أن كتب لأغلبهم النجاة بأرواحهم من موت محقق. كما فوجئ عدد من العمال، الذين تم استدعاؤهم من قبل قاضي التحقيق المكلف بملف تفجير «أركانة»، بعدد من الأشخاص من مدينة مراكش يقولون إنهم من ضحايا تفجير «أركانة»، وأنهم أصيبوا بأضرار نفسية وبدنية، لتزامن الانفجار مع وجودهم قرب المقهى. وحسب عمال «أركانة»، فإن هناك جمعيات من داخل ساحة جامع الفنا مرشحة للاستفادة من الدعم المقدم لضحايا تفجير «أركانة»، مع استثناء العمال الذين انفجرت العبوة الناسفة بين ظهرانهم، وأفقدتهم أحد زملائهم. إلى ذلك، وبعد إدلاء عمال «أركانة» الأحد عشر بشهاداتهم بخصوص يوم الحادث، قاموا بانتداب محامية تنتمي لهيئة سلا للدفاع عن حقهم في التعويض عن الأضرار البدنية، والنفسية، والمادية الناجمة عن الحادث، باعتبارهم متضررين مباشرين، بعد فقدانهم مورد عيشهم. كما يوجد بينهم من خضع لعمليات جراحية استعجالية، أدخلته غرفة العناية المركزة، قبل أن يغادرها في الأيام القليلة الماضية، دون إغفال من لازالت صور أشلاء الضحايا مرسومة في ذاكرتهم، علما أنهم كانوا أول المسعفين للضحايا قبل وصول سيارات الإسعاف.