يعيش عمال فنادق قلعة أمكونة ظروفا كارثية نتيجة التعسفات المستمرة وعدم تطبيق بنود مدونة الشغل المنظمة لعلاقات الشغل. يتعلق الأمر هنا بفندق "وردة أمكونة "وفندق "قصر قيصر".فالأول دخل عماله في إضراب مفتوح منذ 22 مارس الماضي ،والثاني تتوالى فيه استفزازات المدير للعمال توجت بطرد عامل وإحالة آخر على التقاعد تعسفا. 1. فندق وردة أمكونة وسياسة الإهانة لضمان الاستكانة: كما أشرت أعلاه ،فقد دخل عمال هذا الفندق ،وعددهم 27 ،في إضراب مفتوح منذ ثلاثة شهور تنفيذا لقرار جمعهم العام المنعقد تحت إشراف المكتب النقابي المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل.في الحقيقة لم يكن القرار سهل الاتخاذ في ظل هشاشة الشغل التي تقننها مدونة الشغل.ففي جلسة حوارية مع الكاتب العام للنقابة المذكورة محمد الفكاك أكد هذا الأخير بان قرار الإضراب جاء كنتيجة حتمية لتوقيف المرتب منذ 01/01/2010 في الوقت الذي تصل فيه مداخيل الفندق مابين 4000 و 6000درهم يوميا. بالإضافة إلى عدم تنفيذ حكم قضائي لصالح العمال بموجبه تؤدى أجور شهور مارس وابريل ومايو ويونيو ودجنبر ونو نبر من سنة 2007 والشهر الثالث عشر 13 eme mois لسنوات 2007و2008و2009. تضاف اليها التعويض عن الاعياد الدينية والوطنية والولادة ومنحة الحج عن سنوات 2007و2008و2009 والتأمين عن المرض وعن حوادث الشغل.كل هذه المطالب لم تكن الا نتيجة لتفويت الفندق بعدما عرف عجزا واضحا للمالكين السابقين في تدبيره ،وهو ما أدى به الى التصفية القضاية ووضعه تحت تصرف المفوض القضائي(السانديك)الى حين تفويته.لهذا نجد العمال يحملون مسؤولية مآسيهم لهذا "السانديك " علما ان الفندق بيع لمالك جديد لم يستكمل بعد اجراءات التفويت النهائي . العمال لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام التجاوز الصارخ لكل القوانين ،بل بادروا بتنفيذ عدة أشكال نضالية لانتزاع حقوقهم ،كالوقفة التي نظمت أمام باشوية قلعة أمكونة وأخرى أمام عمالة تتغير ، كما عقدت جلسات حوارية بين عدة أطراف لحلحلة الملف ،الأول عقد بمقر الباشوية حضره مدير الفندق وباشا المدينة ومفتشة الشغل بورزازات وكاتب الاتحاد المحلي بورزازات وكاتب نقابة الفنادق بورزازات وكاتب نقابة عمال فندق وردة أمكونة،وتوج بتوقيع محضر ينكر فيه المدير ما بذمته.كما رفعت دعوى قضائية بالمحكمة التجارية بمراكش حكمت لصالح العمال دون ان يجد الحكم طريقه الى التنفيذ.والآن هاهم العمال يطلقون الرصاصة الأولى في برنامجهم النضالي ألتصعيدي والذي لن يتوقف قبل تحقيق أهدافهم. 2- فندق قصر قيصر: مأساة العمال مع هشاشة الشغل: يشتغل بهذا الفندق 23 عاملا من بينهم 9عاملات. كان الفندق في بداية سنة 2004 مسيرا من طرف مالكه، لكنه لم يستطع الاستمرار وقام بتفويته بعد 4 أشهر إلى شركة MTH .سارت الأمور بشكل عاد إلى غاية شهر يناير من سنة 2008 حين توقفت الشركة المدبرة عن صرف أجور العمال الهزيلة أصلا تحت ذريعة تراجع المداخيل كنتيجة لتراجع عدد الزبناء ، الأمر الذي أدى بالشركة إلى الانسحاب إغلاق الفندق من طرف المالك الأصلي. بعد الإغلاق ، انتظم العمال في النقابة الوطنية لعمال الفنادق(كدش) وقاموا بتأسيس مكتبهم النقابي للدفاع عن مصالحهم ليقرروا فيما بعد الدخول في اعتصام مفتوح أمام الفندق استمر 9شهور ،من نهاية شهر دجنبر 2008 إلى بداية أكتوبر 2009، التاريخ الذي فتح فيه المالك الفندق مع عزم أكيد على طرد العمال القدامى وتعويضهم بعمال آخرين . لكن صمود العمال وضغط الاتحاد المحلي الكونفدرالي لورزازات أفضى الى عقد جلسة تفاوضية حضرها رئيس الدائرة ونائب الكاتب العام للاتحاد المحلي بورزازات ونقابة عمال فندق قصر قيصر ومالك الفندق ،وخلص إلى قرار إرجاع العمال إلى عملهم دون تسوية مدة الاعتصام(9أشهر)التي أغلق فيها الفندق. ومنذ ذلك الوقت والعمال يتعرضون لشتى صنوف الإهانة والاستفزاز والترهيب لأتفه الأشياء بغاية التخلص منهم،وفعلا استطاع المدير زرع الخوف في نفوس اغلب العمال المفتقدين لأي تكوين نقابي متين ومستمر،وهي الفرصة التي استغلها المدير لطرد عامل /أمين مال المكتب النقابي طردا تعسفيا وبدون وثيقة .بينما أحيل العامل الآخر على التقاعد لبلوغه سن التقاعد(60سنة) لكن في تجاوز صارخ للمادة لمدونة الشغل التي تؤكد على وجوب استكمال العامل للحد الأدنى لأيام العمل المطلوبة للإحالة على التقاعد حتى ولو وصل العامل 60 سنة. باقي المشاكل التي يعاني منها عمال هذا الفندق تتلخص في: * عدم التصريح بالعمال في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعيCNSS ؛ * التهديد بوقف صرف الأجرة لمدة غير محدودة لتدجين العمال وإسكاتهم؛ * التمادي في تأخير صرف الأجرة إلى غاية منتصف الشهر الموالي؛ * حالة عامل تعرض لحادثة شغل في الفندق أدت إلى كسر يده مما أجبره على التوقف عن العمل لمدة شهرين لم يتلق فيها راتبه ولم يعوض عن ذلك، بل إن إدارة الفندق بمجرد عودته لم تراع حالته الصحية وأجبرته على حفر الخندق فيما يعتبر إهانة وإمعانا في الإذلال ؛ * استمرار العمل لمدة 9 ساعات متتالية بدون تعويض عن الإضافية منها. وفي رد فعلهم عن هذه الانتهاكات أقدم العمال على خطوات نضالية تصعيدية أتت أكلها في إرجاع العمال في الوقت الذي كان يصر فيه المالك على طردهم. خطوات تمثلت في وقفات احتجاجية واعتصام لمدة 9 أشهر و مسيرة بمركز قلعة أمكونة.والآن ينتظرون حوارا مع عامل إقليم تتغير بصفته رئيس اللجنة الإقليمية للبحث والمصالحة عله يفضي إلى نتيجة تخفف عنهم مآسيهم ولو بعد حين. كاتب فرع النقابة الوطنية للتعليم(كدش) قلعة امكونة