سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأطباء المقيمون والداخليون في إضراب عن العمل في جميع المراكز الاستشفائية ساعات «حرجة» في مستعجلات ابن رشد في الدار البيضاء عقب التدخل الأمني ومنع مسيرة الغضب في الرباط
يدخل الأطباء، المقيمون والداخليون، في إضراب عن العمل إلى حدود كتابة هذه الأسطر من أمس الخميس، في جميع الأقسام، بما فيها قسم الإنعاش والمستعجلات في مختلف المراكز الاستشفائية. وأكدت مصادر «المساء» أن العمل في هذه المراكز يقتصر على الأساتذة فقط، وهو ما يزيد من حدة الضغط على هذه المستشفيات، خاصة على قسمي المستعجلات والإنعاش، وهو ما خلف حالة من التذمر في صفوف المرضى والعاملين على السواء، حسب مصادر مهنية. وعاشت مستعجلات ابن رشد، أول أمس الخميس، لحظات «حرجة»، حسب ما عاينته «المساء»، بسبب الاكتظاظ الذي سُجِّل في هذا القسم، في الوقت الذي كانت العائلات تفاجأ بعدم وجود الأطقم الطبية التي توقف أغلبها عن العمل، تضامنا مع زملائهم بسبب التدخل الأمني الذي سُجِّل أثناء «مسيرة الغضب»، أول أمس الأربعاء في الرباط، ومنعهم من تنظيم المسيرة الاحتجاجية في اتجاه البرلمان. وفي ظل وضعية قسم المستعجلات في ابن رشد في ظل الاكتظاظ وعدم إسعاف المرضى، دعا أغلب هذه العائلات -ممن مكنتهم ظروفهم المادية- من نقل أقاربها على مضض إلى مصحات خاصة للعلاج، في حين ظلت بعض الحالات في وضع انتظار لساعات طويلة، دون أن تتلقى أي علاجات أو تدخلات استعجالية، من بينهم أحد الأشخاص عجزت عائلته عن نقله إلى مستشفى خاص لإجراء «سكانير» له وإعادته من جديد إلى ابن رشد، حيث ظل «محشورا» داخل سيارة إسعاف لعدة ساعات أمام باب المستعجلات، بعدما لم تفلح الاتصالات الهاتفية والتوسلات في إيجاد حل ل«حالته». ونددت العائلات بالوضع الصحي «المتردي» في قسم المستعجلات داخل المركز الاستشفائي ابن رشد، مستنكرين حالة العطالة المستمرة لجهاز «السكانير»، الذي يجب أن يدخل في خانة أهم الآليات الطبية التي يجب أن تتوفر في المستعجلات، إذ إن كل المرضى الذين توافدوا على القسم في وضعية حرجة طُلب من عائلاتهم إجراء الأشعة لهم خارج المستشفى، لأن جهاز «السكانير» كان «معطلا»، وهو ما استنكرته العائلات، التي أدى أغلبها مصاريف أولية دون أن يستفيد ذووها من العلاج، بالإضافة إلى أن المرضى يكونون في وضعية حرجة يصعب معها نقلهم إلى وجهة ثانية، بسبب ما قد يترتب عن ذلك، وهو ما اعتبرته «هدرا للصحة العمومية». «هذ المستشفى اللّي ما فيهشْ الأطباء من الأحسن يْسدّوه».. «مْلّي بغاوْ يلوحو لينا وْلادنا هنا، ما يْجيبوهومشْ من الشارع.. يْخلّيوهومْ مرميين فيهْ».. مثل هذه التعليقات، مرفوقة ببكاء وصراخ وبغضب وهيجان وحالات استياء عمّت مستعجلات ابن رشد، التي تزاحمت فيها سيارات الإسعاف، منها التي تحمل مرضى إلى القسم وأخرى حلت لتنقل بعض هؤلاء المرضى ممن كانوا في حالة غيبوبة تامة إلى مستشفيات خاصة، بعد أن تسرب اليأس إلى العائلات التي أُرغِمت على نقل أبنائها خارج ابن رشد، دون أن تعرف إلى أي مصحة ستتوجه... توزع احتجاج العائلات بين التنديد بالوضع واستنكار عدم الاهتمام بالمرضى والمصابين، بينما ظل رجال الأمن الخاص يُذكّرون عائلات المرضى بأن الأطباء في مسيرة احتجاجية في الرباط، فيما دعا بعض المهنيين المواطنين إلى مساندة الأطباء في محنتهم وإلى مشاركتهم في الاحتجاج، لأن مطلبهم الأساسي هو توفير الظروف المناسبة وآلات العمل، حتى يتلقى الجميع العلاج في ظروف جيدة.