دكت مقاتلات الناتو طرابلس، فجر يوم أمس الثلاثاء، في أعنف قصف جوي تنفذه طائرات حلف شمال الأطلسي ضد العاصمة الليبية منذ توليه قيادة الحملة العسكرية قبيل شهرين، أوقع ثلاثة قتلى و150 جريحا، وفق الحكومة الليبية. وشوهدت سحب الدخان تتصاعد بالقرب من مقر العقيد الليبي، معمر القذافي، في باب العزيزية، بعد القصف الذي بدأ في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل واستمر زهاء عشرين دقيقة. وهز دوي الانفجارات الناجمة عن القصف العنيف أرجاء فندق تقيم به وسائل الإعلام الدولية التي تنقل تطورات الأوضاع في ليبيا منذ بدء الثوار انتفاضة تطالب برحيل القذافي بعد 42 عاما من السلطة، رد عليها الأخير بحملة قمع دموية استدعت تدخل التحالف الدولي. وحامت المقاتلات فوق الكتائب الموالية للقذافي التي ردت على القصف بالمدفعية المضادة للطائرات. وقال موسى إبراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية، إن الهجوم -الذي وصفه ب«التصعيد» من قبل الناتو- استهدف ثكنات متطوعين للقوات الموالية للقذافي جرى إخلاؤها مسبقا تحسبا من هجمات. وصرح بأن القصف الجوي أوقع ثلاثة قتلى و150 مصابا. إلا أن الناتو قال في بيان إن «الهجوم استهدف، بقنابلِ إصابةِ الهدفِ بدقة، منشأة، بالقرب من «باب العزيزية»، تستخدم «لحفظ مركبات النظام وإعادة إمداد القوات الموالية للقذافي التي تهاجم المدنيين». وأكد الجنرال تشارلس بوشارد، الذي يقود حملة الناتو ضد ليبيا، في بيانه، أن «كتائب القذافي لا تزال تمثل تهديدا للمدنيين» وأن «الحلف سيواصل ضرب أهداف تساهم في استمرار هذا العنف.» ويأتي استهداف طرابلس بعد عمليات قصف نفذها الناتو ضد مواقع تابعة لكتائب القذافي خارج بلدة «جادو»، أول أمس الاثنين، وفق إفادة الثوار في منطقة الجبل غربي ليبيا. وأوضح الثوار، في تصريحات لCNN، أن «قصف قوات الناتو جاء بعد أن شنت كتائب القذافي، قصفا بصواريخ غراد، روسية الصنع، مستهدفة مواقعنا في البلدة ومنطقة الزنتان، على جبل نفوسة، غربي ليبيا».