قال الشيخ محمد عبد الرحمان المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة في مراكش وصاحب الفتوى الشهيرة حول زواج ابنة ال9 سنوات، إنه سينصر بأصواته، خلال الانتخابات المقبلة، الحزب الذي ينصر الإسلام، في إشارة منه إلى حزب العدالة والتنمية، وأضاف المغرواي، في مداخلة له خلال ندوة نظمتها منظمة التجديد الطلابي في كلية العلوم «السملالية» في مراكش يوم الخميس الماضي: «سننصر أقرب حزب إلى الإسلام، ومن يحارب الإسلام سنحاربه بأصواتنا». وطالب المغراوي السلطات بأن تُلبّي مطالب الشباب وبأن تخفف من معاناتهم الاجتماعية ووجه الكلمة للمسؤولين قال فيها: «لقد أصبحت الفوارق الفاحشة بين الأغنياء والفقراء غير معقولة، وعلى المسؤولين أن ينظروا إلى حال المساكين ويخففوا من معاناتهم». واستغل المغراوي الفرصة ليعرض قصة منع السلطات دُور القرآن وكشف عن مذكرة أرسلتها إليه السلطات تتضمن لائحة طويلة من الانتقادات لمنهج دور القرآن تخص بعض الآراء الفقهية المختلف حولها، مثل القراءة الجماعية للقرآن والصلاة بالقبض وغيرها من القضايا «الفقهية الخلافية»، على حد قوله. وقد شارك في هذه الندوة، إلى جانب المغرواي، بلال التليدي، واحد من القيادات الشبابية في حزب العدالة والتنمية، الذي أشار في مداخلة له إلى ما أسماه «الردة الديمقراطية في العالم العربي»، مؤكدا أن الإرادة الدولية، بعد أن اندلعت الاحتجاجات في سوريا، أصبحت تسير في اتجاه إنهاء الاحتجاج في العديد من الدول العربية، ومنها المغرب. وركز التليدي في مداخلته على السياسة التي اعتمدتها السلطات المغربية لاحتواء الاحتجاجات وتحويلها إلى عنصر قوة، بدءا بفصل النخب السياسية عن الحراك الشعبي، عبر الدعوة إلى الإصلاحات الدستورية وفصل الاجتماعي عن السياسي عبر الإسراع في إنجاح الحوار الاجتماعي وتحييد ما أسماه «القنابل متوقعة الانفجار»، في إشارة منه إلى المعطلين أصحاب الشواهد، ثم الرهان على سياسة المهرجانات لتفكيك النفَس النضالي. وشدّد التليدي، في كملته، على الدور الذي قام به الإعلام العمومي في إنجاح هذه السياسة، مشيرا في كلمته إلى أن تفجيرات «أركانة» كانت حاسمة في استعادة مركب السلطة للمبادرة، إذ تم توظيف ورقة أولوية الأمن والورقة السلفية لإنهاء الحراك الشعبي. واعتبر التليدي في كلمته أن أكبر خطأ ارتكبته الحركة الديمقراطية هي أنها لم تحسن التعامل مع تفجيرات «أركانة»، ولم توجه الحدث لفائدة الاستمرار في أجندة الإصلاح، مما جعل شهية مركب السلطة تنفتح للإجهاز عليها. وانتقد التليدي عدم تقديم السلطات المعلومات الكافية حول تفجيرات «أركانة» وحول هويات الضحايا الذين قُتِلوا، وقدم جملة من الأسئلة الإشكالية بخصوص المشتبَه فيه، معتبرا أن من حق المغاربة أن يعرفوا كل التفاصيل، ما دام الملك قد طالب السلطات بأن توفر كل المعلومات للرأي العام. وقال التليدي: «نحن لا نشكك في تفجيرات «أركانة»، لكنْ من حقنا أن تطمئن قلوبنا على مذهب إبراهيم عليه السلام مع ربه».