بعد ساعات قليلة من عودته إلى المغرب، جدد محمد المغراوي، رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، ليلة أمس الثلاثاء، تشبثه بفتواه التي أجاز بموجبها زواج بنت التسع سنوات، في أول ظهور له بعد أزيد من سنتين ونصف من الغياب في الديار السعودية. وقال المغراوي في معرض رده على سؤال ل«المساء»: «لن أتنازل عنها حتى تمحى من كتاب الله». وأكد المغراوي، الذي كان محاطا بمئات المنتسبين إلى التيار السلفي، الذين قدِموا لاستقباله من حوالي تسع مدن مغربية بمطار مراكش المنارة، أن الخطاب الملكي ل9 مارس «أسس لمرحلة جديدة للتعامل مع جميع التيارات الفكرية والسياسية بالمغرب، وكذا الحركات الاحتجاجية، التي يشهدها العالم العربي بشكل عام، والمغرب بشكل خاص»، مما جعله يتخذ قرار العودة إلى أرض الوطن. ووجه الشيخ المغراوي، الذي حضر على متن سيارة رباعية الدفع، من الدارالبيضاء إلى مطار مراكش، بعد تعذر الرحلة الجوية التي كانت مبرمجة، رسالة إلى المسؤولين المغاربة، مفادها أنه لم يعد مسموحا ب«الظلم والاستبداد»، بعد مغرب التاسع من مارس الماضي، مؤكدا أنه «يجب على المسؤولين أن يستفيدوا من الأحداث الجارية بالعالم العربي، من أجل مراجعة كل الأخطاء التي وقعوا فيها، ويبادروا بإصلاحات ترفع من شأن الشعب المغربي، وترقى بمستواه الاجتماعي والاقتصادي والأخلاقي والعقدي». كما دعا المغراوي إلى ضرورة التمييز بين من يخدمون هذا البلد بصدق، في جميع المجالات، سواء كانوا أحزابا سياسية أو جمعيات المجتمع المدني، وبين من يريد لهذا البلد أن «يتخلف عن الركب الحضاري». وأكد المغراوي أن المغرب «بلد إسلامي»، مما يستدعي أن تراعي الإصلاحات الدستورية المقبلة «هذه الخصوصية المغربية، ولا يسمح بأي بند مخالف للشريعة الإسلامية، يحل ما حرم الله أو يحرم ما أحل الله». وبخصوص فتح دور القرآن التي تم إغلاقها، والبالغ عددها 12 دارا للقرآن الكريم، إثر صدور الفتوى التي تجيز زواج ابنة التسع سنوات، دعا المغراوي إلى «رفع الظلم والجور عن هذه الفئة واسعة الانتشار من شمال المغرب إلى جنوبه»، مصيفا أنه «على الدولة أن تسهل الطريق لرواد دور القران، دون أن يلجؤوا إلى المطالبة بذلك». ووجه الأستاذ الجامعي بكلية اللغة العربية رسالة شكر إلى محمد مهيدية، والي مراكش، داعيا إياه إلى فتح صفحة جديدة مع سلفيي مراكش، مستغربا في الوقت ذاته عدول هذا المسؤول بوزارة الداخلية عن قراره القاضي بفتح دور القرآن في ظرف قياسي، قبل أن يضيف قائلا: «سنفتح صفحة بيضاء مع المسؤولين، وسندشن حوارا جادا من أجل التسريع بفتح كل دور القرآن». وعن الأحكام القضائية التي صدرت في هذا الشأن، أوضح أحد أبرز شيوخ السلفية بالمغرب أن الخطاب الملكي طوى الصفحة بكاملها، وأن أي حوار جديد مع الجهات المعنية سيكون على هذا الأساس، موضحا أنه «كان من المفروض أن تفتح دور القرآن مباشرة بعد الخطاب الملكي، بدون أخذ الموافقة من أحد»، على اعتبار أنه أعلى سلطة في البلاد، مشيرا إلى أنه كان يهاتف أعضاء الجمعية ويقول لهم إن ملك البلاد أذن لكم بفتح دور القرآن فلا تنتظروا الإذن من أحد». يذكر أن حفل الاستقبال، الذي حضره المئات من مدن أكادير، اليوسفية، الصويرة، آسفي، القنيطرة، الدارالبيضاء، الجديدة، وإمينتانوت، بالإضافة إلى المناطق المجاورة لمدينة مراكش، حضره أيضا ممثلون عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي، في شخص محمد العربي بلقايد، الكاتب الجهوي لحزب «المصباح»، وأحمد متصدق، الكاتب الإقليمي للحزب نفسه، إضافة إلى الممثلين القانونيين لجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش.