أصيب عدد من سكان جماعة تيغيرت بإقليم سيدي إفني، بجروح متفاوتة الخطورة بعد احتكاك مباشر مع عدد كبير من الرعاة الرحل الذين قدموا من مناطق مجاورة، وأغلقوا الطريق المؤدية إلى مركز الجماعة، وقاموا بعمليات تفتيش في صفوف السيارات المتجهة نحو السوق الأسبوعي، واعتدوا بالضرب على بعض سكان المنطقة، وهو ما أثار حفيظتهم فواجهوا الرحل بالحجارة بعدما فشلت السلطات المحلية في رأب الصدع بين الطرفين وحسم الموضوع، رغم الشكايات المتكررة للساكنة المتضررة من رعي الآلاف من رؤوس الجمال والأغنام في أراضي المنطقة. وفي الوقت الذي تعذر معرفة العدد الحقيقي للمصابين في صفوف الطرفين، علمت «المساء» بأنه تم نقل ثلاثة أشخاص على الأقل في حالة خطيرة إلى المستشفى الإقليمي بأكادير، فيما نقل اثنان آخران إلى مستشفى تيزنيت، كما عملت القوات العمومية التي توجهت إلى عين المكان، على إفراغ الطريق العمومية المؤدية إلى السوق الأسبوعي من الأحجار والحواجز الموضوعة للحيلولة دون وصول السكان إليه. كما علمت «المساء» بأن بعض الأسر المحلية أخرجت عشية المواجهات الدامية أبناءها من بعض المؤسسات التعليمية بالمنطقة، مخافة انتقال المواجهات إلى محيطها، وخاصة بمنطقة آيت بومريم وإد الطالب موسى، وهو ما أثار الفزع في صفوف النساء والأطفال وبعض الأطقم التربوية العاملة بها، وخلق أجواء مشحونة بالمنطقة، كما انتشرت إشاعات قوية تفيد بأن الأطفال مهددون بالاختطاف من قبل الرعاة أو من يدور في فلكهم في أي وقت، وشوهد بعض الرحل وهم يغادرون رفقة المئات من القطعان تراب الجماعات التي أقاموا فيها لعدة أيام، حفاظا على رؤوس الماشية وخوفا من تجدد الأحداث وتطور المواجهات إلى ما لا تحمد عقباه، فيما رفض عدد آخر منهم مغادرة المنطقة رغم الأجواء المتوترة والمهددة لاستقرار الجميع. وقد أصبحت ظاهرة الرحل من الظواهر المؤرقة لعدد كبير من سكان الجماعات القروية بمنطقة «مجاط» بعمالة سيدي إفني، وخاصة منها (جماعة أنفك، إبضر، تيغيرت، بوطروش...)، كما أصبحت مؤرقة لسكان السهول الموجودة بإقليم تيزنيت، والمعروفة محليا باسم «أزغار»، وخاصة منها الموجودة أساسا بالشريط المحاذي للمدينة ك»جماعة أكلو، وجان، رسموكة، بونعمان، سيدي بوعبدلي، الساحل...» بالإضافة إلى جماعة سيدي بوعبدلي والمعدر الكبير وغيرها من الجماعات القروية التي غالبا ما تشهد احتكاكا وتلاسنا بين السكان والرعاة الرحل، وهو ما يفرض تدخل المسؤولين المحليين والإقليميين بهدف وضع حد للظاهرة، ووضع حد للإشاعات التي تؤكد أن الرعاة الرحل «أناس فوق القانون» بسبب الحماية التي يتوفرون عليها من طرف أرباب الماشية من كبار المسؤولين والمنتخبين بمختلف المناطق الجنوبية.