سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مواطنون من آسفي يحلون بمراكش ويتظاهرون أمام «أركانة» ضد الإرهاب برلمانيون ومستشارون ونقابيون ورياضيون تبرؤوا من مفجر «أركانة» وأكدوا على أن مدينتهم مكان للتعايش
«إرهابي موت موت، آسفيومراكش راهم خوت»، كان هذا أبرز شعار صدحت به حناجر المئات من المواطنين، الذين قدموا من مدينة آسفي في اتجاه مدينة مراكش، مساء أول أمس الأحد. رفعت الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس وسط ساحة الفنا الشهيرة، وكانت الأقمصة، التي يرتديها أبناء المدينة، الذين يمثلون مختلف الهيئات السياسية والنقابية والرياضية والجمعوية والحقوقية والشبابية، وكذا ممثلون عن قطاع الصيد البحري المجال الحيوي بالمدينة الساحلية، تحمل عبارات تدين الإرهاب. قطع حوالي 300 مواطن من مدينة آسفي حوالي 250 كيلومترا للتنديد بالتفجيرات الإرهابية التي ضربت مقهى «أركانة»، والتبرؤ من هذه الأفعال التي لا ترتبط بمدينة أو دين أو وطن، حسب ما أكده أكثر من مواطن سفياني في حديثهم ل«المساء». أبدع سكان مدينة آسفي أشكالا تضامنية مع ضحايا التفجيرات، ونددوا بالأعمال الإرهابية التي هزت الساحة الشهيرة، من خلال ارتداء أقمصة كتب عليها «آسفي تدين الإرهاب» باللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، كما قررت جمعية محبي كرة القدم بآسفي حضور المباراة، التي جمعت، مساء أمس الإثنين، فريقي الكوكب المراكشي والرجاء البيضاوي، ورفع لافتات تدين الإرهاب، وتؤكد على علاقة الود التي تربط السفيانيين بسكان مدينة مراكش، حسب ما أكده عبد السلام حلي، رئيس جمعية محبي كرة القدم، في حديث مع «المساء». ولم تمنع الأمطار القليلة التي تهاطلت على مراكش، المئات من المواطنين، يتقدمهم رئيس المجلس البلدي لآسفي، وبرلمانيون، ومستشارون جماعيون، وممثلو جمعيات رياضية، وأخرى مهتمة بالصيد البحري، وهيئات نقابية، ونسائية، من السير في مسيرة انطلقت من القصر البلدي لمراكش، حيث استقبلتهم عمدة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري، صوب ساحة جامع الفنا حيث تعالت الشعارات والهتافات، ليتوجه الجميع صوب مقهى «أركانة»، حيث قرئت الفاتحة على أرواح ضحايا التفجيرات. وقال عبد الكبير الجميعي، منسق ائتلاف آسفي ضد الإرهاب إن قطع عدد من الفاعلين السياسيين والرياضيين والنقابيات لمئات الكيلومترات هو دليل على الاستنكار والتبرؤ من هذا العمل الإجرامي، الذي لا علاقة له بالمدينة الساحلية الجميلة، مشيرا في تصريح ل«المساء» إلى أن المدينة هي محضن عبر التاريخ لتعايش مختلف الأديان والحضارات والأجناس. وبعد أن أكد محمد كريم، رئيس المجلس البلدي لآسفي على عمق العلاقة الطيبة التي تربط مدينة مراكش بمدينة آسفي، اعتبر المسؤول نفسه في تصريح ل«المساء» أن هذا العمل الإجرامي أحدث جرحا لدى جميع المغاربة وخاصة سكان مدينة آسفي، على اعتبار أن منفذ تفجيرات «أركانة» يتحدر من المدينة الساحلية. وشدد البرلماني عن حزب «الاستقلال» على أن الانتقال الديمقراطي الذي يعرفه المغرب لا يجب أن يتأثر بمثل هذه الأعمال، مشيرا إلى أن المدينة يجب أن تخرج من وضعية التردي الاجتماعي الذي تتخبط فيه وأن تتكاثف الجهود لوضع المدينة في سكة التنمية. كما اعتبر سمير كودار، الكاتب الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة أن الإرهاب لا حدود ولا دين له، مشيرا إلى أن المجتمع بأكمله يجب أن يكتسب مناعة للتقدم نحو التنمية. من جهته، أكد يوسف امهيلي، القيادي في الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب أن انتساب المشتبه فيه الأول في تفجير «أركانة» إلى آسفي يعتبر نشازا، على اعتبار أن مدينة آسفي هي مدينة السلم والأمل والارتباط بثوابت المغرب الثلاثة، المتمثلة في الله والوطن والملك، مؤكدا في تصريح ل«المساء» أن هذا العمل «الشاذ لا يجب أن ينسينا معركة التغيير والإصلاح».