شهدت ساحة جامع الفنا بمراكش، مساء أول أمس الأحد، مسيرة حاشدة شارك فيها آلاف المواطنين من عدد من المدن المغربية للتنديد بالعمل الإرهابي، الذي استهدف، أخيرا، مقهى "أركانة" بمراكش، بمبادرة من "تنسيقية جمعيات مراكش ضد الإرهاب". ورفع المشاركون في هذه المسيرة شعارات من قبيل "لا للإرهاب نعم للسلم والأمن"، و"البيضاء ومراكش قلوب واحدة ومصائر واعدة"، و"من أجل سيادة روح التسامح والتعايش ومناهضة الإرهاب". وردد المشاركون في هذه المسيرة، (فاعلون جمعويون، وحقوقيون، ومنتخبون، ومهنيو جميع القطاعات، وطلبة، وأعضاء منسقية آسفي ضد الإرهاب)، نساء ورجال وشيوخ، هتافات منددة، بشدة وبقوة، بكل أشكال الإرهاب، رافعين الأعلام الوطنية وصور صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كما رددوا وبصوت عال النشيد الوطني. وبعد أن جددوا تعبئتهم الشاملة وراء جلالة الملك، من أجل بناء مغرب ديمقراطي حداثي، ومحاربة كل عمل من شأنه المساس بمصالح المغرب وأسسه وقيمه الراسخة، عبر المشاركون عن مواساتهم العميقة وتعازيهم الخالصة لعائلات وأقارب ضحايا الاعتداء الإرهابي الدنيء، كما قرأوا الفاتحة ترحما على أرواح شهداء هذا الاعتداء. كما رفع المشاركون أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يحفظ ويرعى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأن يسدد خطاه بالنجاح، من أجل رفاهية شعبه الوفي من خلال الأوراش الكبرى والمختلفة في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية، التي أشرف جلالته على انطلاقتها بمختلف جهات المملكة. وبهذه المناسبة، أوضح منسق تنسيقية "جمعيات مراكش ضد الإرهاب" محمد الإدريسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المبادرة تأتي موازاة مع مسيرة الدارالبيضاء بمناسبة الذكرى الثامنة للعمل الإرهابي، الذي استهدف مدينة الدارالبيضاء يوم 16 ماي 2003، والذي ذهب ضحيته العديد من الضحايا الأبرياء، ومست في العمق سكينة وسلام مدينتين لهما وزن كبير وطنيا، وأمن بلد ماض بإصرار وعزم نحو بناء الصرح الديمقراطي والعدالة الاجتماعية. وأضاف أن مثل هذه الأعمال الدنيئة لن تقف بتاتا أمام عزيمة وقوة الشعب المغربي بكل أطيافه في مسيرته التنموية والاقتصادية والاجتماعية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة، مشيرا إلى أن جميع المغاربة، الذين لهم حس وطني متين، لا يمتون بصلة لمثل هذه الأعمال. وقال إن مثل هذه الأفعال الإجرامية، التي تعتبر أسلوبا حقيرا، لن ينال من إرادة الشعب المغربي وإصراره على المضي قدما نحو إرساء ديمقراطية حقيقية عمادها الحوار الحضاري والتسامح والتعايش. وبهذه المناسبة، ثمنت التنسيقية كل المبادرات الهادفة إلى الوقوف ضد كل أشكال العنف والإرهاب، وضد كل السلوكات التي يتغذى منها الفكر التطرفي ليزرع الريبة والشك في المسار الديمقراطي الحداثي، الذي أجمع كل المغاربة على نهجه. ومن جهته، أكد منسق "ائتلاف آسفي ضد الإرهاب"، عبد الكبير اجميعي، أن تنظيم هذه القافلة، التي ضمت أزيد من 400 مشارك يمثلون فعاليات المجتمع المدني والمحامين والرياضيين والمنتخبين المحليين، جاءت للمشاركة مع إخوانهم بمراكش في هذه المسيرة للتنديد بكل الأعمال الإرهابية والترهيبية، معلنا أن العملية الإرهابية، التي استهدفت مدينة مراكش (جارة آسفي)، كانت انفرادية ولا ولن تحسب على مدينة آسفي وسكانها. وبعد أن أوضح أن مدينة آسفي تتوفر على تاريخ وحضارة عريقتين، وتعتبر أرضا للحوار والتسامح مع جميع الحضارات، أبرز اجميعي أن هذا العمل الإرهابي لن يوقف الإصلاحات الدستورية والديمقراطية التي يمضي فيها المغرب. من جهته، أوضح رئيس جمعية تجار ساحة جامع الفنا وجمعية ذاكرة مراكش، أيت المطاعي محمد، أن كل المغاربة سيقفون دوما ضد كل الأعمال الإرهابية الرامية إلى زحزحة تلاحم ووحدة الشعب المغربي، مشيرا إلى أن المواطن المغربي المتشبث بدينه وحضارته وقيم المواطنة، لن يسمح أبدا بمثل هذه الأعمال الإرهابية.