خرج الآلاف، صباح الأحد، بمدينة مراكش في مسيرة وطنية حاشدة ضد الإرهاب والاستبداد. وردد المتظاهرون، خلال المسيرة، التي انطلقت من باب دكالة في اتجاه ساحة جامع الفنا، شعرات من قبيل "الشعب يريد إسقاط الإرهاب والظلام، والإرهاب لا يرهبنا، ومن فجرك يا أركانة.. الأيادي الجبانة، وحرية كرامة عدالة اجتماعية، والشعب يريد إسقاط الفساد..". عرفت المسيرة مشاركة مجموعة من الفعاليات، إلى جانب نشطاء "حركة 20 فبراير" من عدد من المدن. وقال عبد الحميد أمين، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، "نحن كجمعية مغربية لحقوق الإنسان، وكمجلس وطني لدعم حركة 20 فبراير نشارك في هذه المسيرة تجاوبا مع نداء الحركة بمدينة مراكش". وأوضح عبد الحميد أمين، في تصريح ل "إيلاف"، أن "الهدف من المسيرة هو التنديد بالعملية الإرهابية التي شهدتها مدينة مراكش، والإرهاب بصفة عامة مهما كان مصدره، ولنقول للجميع بأن الإرهاب لن يرهبنا، ولن يرهب الديمقراطيين المغاربة، ولن يرهب حركة 20 فبراير التي صممت أن تواصل نضالها إلى حين القضاء على النظام المخزني، وإقامة نظام ديمقراطي في المغرب يحترم كافة حقوق الإنسان". رفع المتظاهرون شعارات من قبيل "الشعب يريد إسقاط الإرهاب والظلام، والإرهاب لا يرهبنا، ومن فجرك يا أركانة.. الأيادي الجبانة من جهته، قال كريم التازي، رجل أعمال، "مشاركتي هي مشاركة مواطن عادي، بعيدا عن صفتي رجل أعمال أو صناعي"، وزاد موضحا "أنا أشارك كمواطن مناضل من أجل الديمقراطية في المغرب". وأضاف كريم التازي، في تصريح ل "إيلاف"، "لا يجب أن تؤثر التهديدات الإرهابية في بلادنا على المسار الديمقراطي في المغرب، والإصلاحات التي بدأت، والتي نريدها أن تذهب حتى نهايتها. ونحن جئنا اليوم لنؤكد إدانتنا للإرهاب، وتأييدنا للإصلاحات". يشار إلى أن مسيرات أخرى ستنظم، اليوم، في عدد من المدن، في وقت حدث تغيير في أسلوب الاحتجاج لدى "حركة 20 فبراير"، إذ انتقل من الوقفات إلى المسيرات، وسط تصاعد المطالب الداعية إلى الانتقال إلى مرحلة الاعتصام. جانب من المسيرة التي شهدتها مراكش ضد الإرهاب الذي استهدفها وتتجلى مطالب الحركة، حسب ما جاء في أرضيتها، في دستور ديمقراطي يمثل الإرادة الحقيقية للشعب، وحل الحكومة والبرلمان، وتشكيل حكومة انتقالية مؤقتة تخضع لإرادة الشعب، ومحاكمة المتورطين في قضايا الفساد واستغلال النفوذ ونهب خيرات الوطن، والاعتراف باللغة الأمازيغية كلغة رسمية، إلى جانب العربية، والاهتمام بخصوصيات الهوية المغربية لغة ثقافة وتاريخا، وإطلاق كافة المعتقلين السياسيين ومعتقلي الرأي ومحاكمة المسؤولين... يشار إلى أن مجموعة من وقفات التضامن نظمت أمام مقهى "أركانة"، من طرف مختلف الهيئات السياسية والنقابية وجمعيات المجتمع المدني بعدد من المدن المغربية. يشار إلى أن الاعتداء الإرهابي خلف مقتل 17 شخصا، وجرح 21 أغلبهم أجانب، في حين ألقي القبض على ثلاثة مشتبه فيهم، من بين المنفذ المفترض للعملية. ويتعلق الأمر بعادل (ع)، وهو يتحدر من مدينة آسفي، وسبق له أن حاول الالتحاق بعدد من بؤر التوتر في العراق، وأفغانستان، والشيشان وغيرها.