نظم نادي الصحافة بآيت ملول أمام مقر المحكمة الابتدائية بإنزكان، صباح يوم الجمعة المنصرم، وقفة تضامنية مع رشيد نيني مدير نشر جريدة «المساء» امتدت زهاء ساعة من الزمن، ردد خلالها المحتجون مجموعة من الشعارات المنددة بالاعتقال التعسفي وغير القانوني الذي طال مدير «المساء»، والمطالبة في الآن نفسه بإطلاق سراحه الفوري بدون قيد أو شرط. ومن ضمن الشعارات التي صدحت بها حناجر المحتجين «يارشيد ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح»، و«الصحافة حاكمتوهم والشفارة طلقتوهم». كما أبدى مجموعة من المواطنين المتواجدين بالمحكمة تعاطفهم الكبير مع المحتجين. وفي ختام هاته الوقفة، تناول الكلمة سعيد بلقاس، رئيس نادي الصحافة، أعرب من خلالها التفاف كل الزملاء الإعلاميين بالمدينة حول قضية نيني وحقه العادل والمشروع في محاكمة عادلة، تبتدئ بإطلاق سراحه بدل وضعه وراء القضبان، مؤكدا أن هذا الاعتقال التعسفي أراد من خلاله مدبروه وأد الكلمة الحرة، وإخراس الصحافة المستقلة، وتكميم أفواه شرفاء هذا البلاد، في محاولة للعودة بالمغرب إلى ما قبل خطاب 9 مارس، الذي أعطى من خلاله الملك محمد السادس الخطوط العريضة نحو انتقال ديموقراطي حقيقي، يعطي الحق لتعدد الآراء وحرية التعبير. كما تناول الكلمة حميد اكضيض، الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بإنزكان آيت ملول، الذي حضر الوقفة، استنكر خلالها الاعتقال التعسفي الذي طال نيني الخارج عن الضوابط القانونية، والزج به وراء القضبان بعد إلباسه تهما ملفقة وباطلة، ومحاكمته طبقا للقانون الجنائي بدل قانون الصحافة والنشر، مؤكدا في هذا الإطار انزعاج لوبي الفساد بالبلاد مما باتت تتناوله يومية «المساء» من ملفات وأخبار تفضح تفشي الفساد بقطاعات ومؤسسات عمومية كبيرة بالبلاد، وخصوصا عمود «شوف تشوف» الشهير، الذي أضحى مرآة لفضح ورموز الفساد، الذين فضلوا استباق الأحداث والزج بمدير «المساء» وراء القضبان. وجدد المصدر نفسه مطالبة الهيئات الحاضرة بإطلاق سراح نيني ومحاكمته محاكمة عادلة طبقا لشروط قانون الصحافة، مؤكدا عزم جميع أطياف المجتمع المدني، بهيئاته الحقوقية والجمعوية والنقابية، على تنظيم وقفات متتالية وتصعيد مختلف الأشكال النضالية السلمية والمشروعة، حتى تستجيب الجهات المسؤولة لمطلبها العادل والمشروع بإطلاق سراح مدير «المساء».