لم تمنع الأمطار الغزيرة، التي تهاطلت على مدينة مراكش، المئات من المواطنين والصحافيين والأساتذة الجامعيين وممثلي الهيئات الحقوقية والنقابية والسياسية من التظاهر أول أمس احتجاجا على اعتقال رشيد نيني، مدير نشر جريدة «المساء». وأمام مقر مكتب «المساء» بباب دكالة رفع المئات من المواطنين شعارات تدين الاعتقال «التعسفي واللامسؤول»، الذي تعرض له رشيد نيني، والسعي إلى «خنق صوت الصحافة المستقلة والنزيهة». دوّى صدى الشعارات التي رفعها المحتجون، الذين حجوا إلى حيث مقر مكتب «المساء» ابتداء من الساعة الخامسة مساء للمطالبة بإطلاق سراح «صوت الحق والحقيقة»، في إشارة إلى رشيد نيني، وتوفير أجواء الحرية. «يانيني ارتاح ارتاح.. سنواصل الكفاح» و«الشعب يريد رشيد نيني»... هذا غيض من فيض الشعارات التي بحت بها حناجر المحتجين، الذين صبوا جام غضبهم على المسؤولين، مطالبين بمحاكمة ناهبي المال العام وإطلاق الشرفاء، معتبرين قرار اعتقال مدير نشر «المساء» قرارا «غير مسؤول ومتسرع». واعتبر بيان صادر عن مكتب «المساء» بمراكش أن قرار اعتقال المدير العام للمجموعة الإعلامية «المساء ميديا» يعد تراجعا خطيرا في حرية التعبير والانفتاح الديمقراطي، الذي دشنه الملك محمد السادس منذ التاسع من مارس الماضي، مضيفا أن هذا القرار «غير المسؤول» يشكل «انتكاسة حقيقية في مسار التغيير والإصلاحات التي انطلقت في المغرب». وباسم كافة العاملين بمؤسسة «المساء»، صحافيين وإداريين، عبر البيان عن إدانته للقرار التعسفي، الذي يرمي إلى «إخراس صوت ينادي بحرية التعبير، والعدالة»، مؤكدا عزم هيئة التحرير على مواصلة عملها بمهنية وتفان، وفق الخط التحريري، الذي رسمه «رمز» الجريدة رشيد نيني. وبعد أن طالب البيان بإطلاق سراح مدير نشر «المساء» فورا وبدون شروط، تعالت أصوات المشاركين الغاضبة بإدخال ناهبي المال العام إلى السجون وإخلاء سبيل أحد شرفاء هذا البلد. وقد رفع المحتجون لافتات كتب عليها «رشيد نيني صوت الحقيقة، هل أنتم أعداؤها»، موجهين هذه الرسالة إلى من يهمهم الأمر. كما رفعت النقابة الوطنية للصحافيين المغاربة لافتة تعلن فيها تضامنها مع «أسرة تحرير المساء». وقد عرفت الوقفة مشاركة ممثلين عن الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، وجمعية المصورين الصحافيين بمراكش، ومراسلين ومصورين صحافيين، وأساتذة جامعيين بكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض، ومحامين، ومعتقلين سياسيين سابقين، وشباب حركة «20 فبراير»، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وحزب الطليعة الديمقراطي، واليسار الاشتراكي الموحد، وجماعة العدل والإحسان، وممثلين عن مستخدمي البنك الشعبي، المنضوين تحت لواء الكونفيدرالية الديمقراطية للشغل، وممثلين عن الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والاتحاد العام للشغالين بالمغرب، قطاع الأطباء، وسائقي الطاكسيات الصغيرة المنضوين تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، وجمعيات مناصري فريق الكوكب المراكشي (الوفاء، ديما كوكب، أصدقاء الكوكب، منتدى الأنصار...) ونقابة مبصريي المغرب.