بدا محمد المعزاوي العضو الجامعي السابق والنائب الحالي لعصبة الدارالبيضاء الكبرى لألعاب القوى متشائما من مستقبل الرياضة المغربية بعد بكين، وقال في حوار مع «المساء» إن المسألة استعجالية وتقتضي بدء العمل من اليوم، لتحضير أولمبياد لندن داعيا ملك البلاد لفتح ملف الرياضة. - ما هو تقييمك لحصيلة المشاركة المغربية في أولمبياد بكين؟ < مباشرة بعد نهاية الألعاب الأولمبية في أثينا صيف سنة 2004، قلت في استجواب مع إحدى الصحف اليومية، بأنه علينا نسيان ميداليتي الكروج، وطي صفحة أثينا والتفكير في بكين، الأولمبياد انتهى يوم الأحد الماضي لكن علينا أن نبدأ من اليوم وليس غدا في التفكير في أولمبياد لندن 2012، على الجامعات التي شاركت أو تلك التي تخلفت عن الموعد الأولمبي أن تشرع في البحث عن البدائل، أن تعرض تقاريرها بكل تجرد وبدون مساحيق، وبعد ذلك تعقد اللجنة الأولمبية الوطنية ندوة صحفية تشرح فيها للرأي العام أسباب النكبة وتقدم للرأي العام بكل شفافية ما يجب أن يكون، وأن يقول المسؤولون بكل شجاعة لقد أخفقنا ويعترفون بأن الحصيلة كانت كارثية، لماذا يهربون من الإعلام إن الهروب من شيم الجبناء. - ما هو الدرس الذي استخلصته كمهتم بألعاب القوى والرياضة عموما من بكين؟ < الدروس المستخلصة عديدة، فالصينيون قدموا لنا الدليل على قدرة الإنسان الصيني على إنهاء الاحتكار الأمريكي، بل إن دولة كجامايكا أشبه بصخرة على البحر استطاعت أن تتجاوزنا، وأيضا كوبا التي أعرف أن بنياتها التحتية هشة جدا، ولكنها قدمت الدليل على أن العمل القاعدي يعطي أكله. - لكن بالمقابل هناك مجموعة من الدول تأخرت عن الركب رغم إمكانياتها؟ < لا يجب أن نلتفت دائما إلى الوراء، ففي الرياضة هناك توجه إلى الأمام وإلى الأعلى، في المغرب نفتقد للإرادة السياسية من أجل تجاوز حالة التردي، تصور أن عباس الفاسي وزيرنا الأول استغرق ساعات في الحديث عن القطاعات الأخرى، في البرلمان وحين تعلق الأمر بالرياضة لم تتجاوز الحصة بضعة ثوان. - لكن البرلمان بغرفتيه يتحرك في الأزمات؟ < كفى من الأسئلة الموسمية التي يطرحها برلمانيونا، لقد حصل نفس الشيء في العديد من الأزمات دون أن يتوصل البرلمان إلى حل، عندنا وزارة للرياضة بعد سنوات من الفراغ الوزاري، والذي يجب أن يحاسب هي الوزيرة والهياكل المشرفة على المشاركة المغربية، أي اللجنة الأولمبية الوطنية. - لماذا نحاسب وزيرة حديثة العهد بالقطاع؟ < نوال كانت وزيرة وعادت إلى منصبها، بل وظلت على ارتباط مع الرياضة المغربية تعرف أدق تفاصيلها، علينا أن نحاسب كل من صرح قبل السفر إلى الصين بأن المغرب سيعود غانما بالميداليات، لكن المتوكل هي الوحيدة التي عادت بميدالية ذهبية من بكين بعد أن جددت انتماءها للمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العالمية، عليها أن تتحمل مسؤولياتها، وتضع من الآن خارطة الطريق للتظاهرات القادمة خاصة أولمبياد لندن. - المشكلة إذن مشكلة تخطيط؟ < حين سنخطط للمستقبل وعلى المدى البعيد فإننا سنجني ثمار النجاح، أنا لآ أتحدث عن ألعاب القوى فقط بل جميع الرياضات، سواء الحاضرة أو الغائبة، هل شاهدت سباحة تشارك في الأولمبياد بدون مدرب؟ وهل يعقل أن يكون عدد المرافقين أكثر من الأبطال المتنافسين على الميداليات؟ هذا نوع من التخلف الرياضي الذي لا ينتج إلا النكبات. - والحل؟ < الحل هو أن نلتمس من ملك البلاد التدخل لإنهاء النزيف، لأن الرياضة من الملفات الكبرى التي يجب فتحها، كقضية الصحراء والمسألة الاقتصادية والملفات الاجتماعية، أنا كفرد من الشعب أوجه عبر «المساء» ملتمسا للملك كي يفتح ملف الرياضة، لأنه آن الأوان لتصحيح الأمور والقيام بأوراش كبرى في الرياضة الوطنية. - هل كنت تتوقع حصادا أكبر؟ < نعم كنت أتوقع ميداليات في الملاكمة وفي 1500 متر ذكورا وإناثا، وفي 800 متر أيضا، ثم إنني أتساءل كبقية المواطنين لماذا لا نفوز في الرياضات التي تتطلب المبارزة كالجيدو الملاكمة، علما أننا نرى يوميا في الشارع العام مباريات في الملاكمة والجيدو والمصارعة تنتهي بالكاو، لماذا لا نستغل هذه المواهب التي ينتهي بها المطاف في السجون، ثم إننا نملك شواطئ واسعة ولنا «حراكة» قادرين على قطع البوغاز إلا أننا نغيب في الرياضات البحرية وفي الغطس وفي أنواع أخرى، إن الإدارة التقنية للجامعة والوزارة واللجنة الأولمبية يتحملون فسطا وافرا من النكبة التي ألمت بنا جميعا، ثم إن أحيزون مطالب بمراجعة أوراقه قبل فوات الأوان، لست ضد رئيس الجامعة لكن الغيرة الوطنية تدفع إلى التنبيه. - هل أنت ضد وجود الرؤوس الكبيرة على رأس هرم النوادي والجامعات؟ < أنا لست ضد وجود أحيزون على رأس جامعة ألعاب القوى، والماجيدي على رأس المكتب المديري للفتح الرباطي، مثل هذه الأسماء ستفيد الرياضة لكن شريطة الاستعانة بأصحاب الاختصاص، بالرياضيين الذين حققوا ألقابا راسخة في أذهان الشعب المغربي، خذ على سبيل المثال انجلترا فرئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن هو البطل العالمي السابق سيباستيان كو، وفي المغرب لا زال عويطة الذي كان أفضل منه بكثير بعيدا عن مصدر القرار، إنها قمة العبث. - لكن عندنا نوال في مركز القرار وهي أيضا بطلة سابقة؟ < هناك اختلاف سيباستيان ليس وزيرا بل رجل ميدان، ثم إنني أخشى أن نكرر نفس الموال بعد أولمبياد لندن، وأؤكد بأنه إذا لم يتدخل الملك فسنعيش في 2008 بداية انحطاط الرياضة المغربية.