قرر محمد المعزاوي رئيس الجمعية المغربية للسباق على الطريق والمارطون رفع شكوى إلى الملك محمد السادس ضد والي الدارالبيضاء وعامل عمالة أنفا، بسبب الشطط في استعمال السلطة من طرف مصالح الولاية وتفويت ماراطون الدارالبيضاء لجهة أخرى اعتبرها رئيس الجمعية دخيلة على ألعاب القوى، كما قرر اللجوء إلى القضاء في نزاعه مع السلطة ومع نوال المتوكل التي اتهمها بالوقوف وراء ما أسماه في الندوة الصحفية التي عقدت أول أمس بمركب كهرما بالدارالبيضاء «المناورة التي تهدف إلى إقبار ماراطون الدارالبيضاء والإجهاز على تاريخه». وأبرز المعزاوي بنبرة حزينة بأنه لجأ مكرها لخيار التصعيد بعد أن تأكد من تحالف السلطة ووزيرة الشباب والرياضة نوال المتوكل ضده، واستنفذ كل الشروحات التي تدعم موقفه لدى عامل عمالة أنفا محمد فوزي وتأكد له بأن النية تتجه نحو توقيف قطار مارطون الدارالبيضاء في محطته العاشرة. وأعاد المعزاوي ترتيب وقائع ما أسماه بإبادة ملتقى عالمي يحمل اعتراف الاتحاد الدولي لألعاب القوى، حين تحدث عن رد فعل عمالة الدارالبيضاء، بعد الندوة الصحفية يوم 2 مارس الماضي التي أعلن فيها عن الترتيبات المتخذة من طرف الجمعية التي يرأسها لتنظيم الدورة العاشرة من المارطون، إذ دعت إلى اجتماع طارئ قال المعزاوي إن مهندسته هي نوال المتوكل قبل أن تصبح وزيرة للشباب والرياضة، كانت على جدول أعماله نقطة واحدة إسمها المعزاوي. وخصص رئيس الجمعية حيزا كبيرا من الندوة الصحفية للحديث عن المارطون الدولي للدار البيضاء في نسخته الجديدة المنقحة بالسلطة، وأشار إلى محضر الاجتماع الذي انعقد يوم 5 مارس الماضي أي بعد يومين من موعد الندوة الصحفية، وقال إن الاجتماع الذي ترأسه والي الدارالبيضاء محمد القباج قد أقر بإعادة تنظيم المارطون بناء على لقاء سابق يعود إلى فاتح فبراير 2008 بحضور نوال المتوكل، مشيرا إلى أن أول قرار اتخذته هو استبدال ماراطون الدارالبيضاء، بملتقى تشرف عليه الولاية والمجلس الجهوي للسياحة وجهات أخرى وصفها رئيس الجمعية بالنكرة التي لا علاقة لها بأم الرياضات. وقال «لن أمانع في إسناد تنظيم المارطون لجهات لها علاقة بالرياضة وألعاب القوى، ولن أعترض إذا منحت للجامعة أو لعصبة الدارالبيضاء صلاحية تنظيم الملتقى، لكن أن تتدخل العمالة وتتقمص دور النادي والعصبة والجامعة فهذا أمر مرفوض». وكان عامل عمالة أنفا محمد فوزي قد وجه في 15 مارس 2007 رسالة إلى رئيس الجمعية الرياضية للسباق على الطريق والمارطون، يخبره فيها باستحالة الترخيص لإقامة التظاهرة الرياضية، نظرا لما أسماه بالخروقات التنظيمية التي شابت الدورات السابقة، «من قبيل عدم تسليم الجوائز المالية لبعض العدائين وعدم احترام القوانين المعمول بها في مجال الاستشهار». وردا على هذه الاتهامات قال المعزاوي إن العامل بحث عن مبررات عديدة لمنع المارطون، أولها التشكيك في الرعاية السامية التي يحظى بها الملتقى، «لقد أوضحت له بأن التظاهرة تحظى بالرعاية السامية لجلالة الملك، وأنه منحها صفة الجائزة الكبرى وهو ما أعفانا من التماس الموافقة المولوية سنويا»، مضيفا بأن بعض الأبطال يملكون «كريمات» ويستفيدون من أشكال الريع الرياضي لكن ريعه الكبير هو القرار الملكي الذي صنف المارطون في خانة الجائزة الكبرى. وبخصوص عدم تسليم بعض العدائين لمستحقاتهم قال المعزاوي إن الجهاز المخول له بالمساءلة هو الاتحاد الدولي لألعاب القوى عبر الجامعة، وأن الجمعية تملك كل المستندات التي تؤكد وجود أي شكوى من المشاركين في المارطون حول المستحقات المالية. وتساءل رئيس الجمعية عن السر وراء السخاء الحاتمي الذي أحيط به المارطون البديل والذي يصر على تسميته بمارطون السلطة، حيث رصدت له ميزانية تقدر ب600 مليون سنتيم من المال العام «الذي يجب أن يرصد لإعادة إحياء معلمة رياضية كبرى دفنها إدريس بنهيمة هي لاكازا بلانكيز»، مشيرا إلى الميزانية التي كان يدير بها المارطون والتي لم تتجاوز 180 مليون سنتيم، وأنه كان على الوزيرة أن تطلب من الوالي رصد الميزانية لمنح مقرات لأندية الدارالبيضاء ال23 التي تعيش بلا مأوى بينما تنعم جمعية نوال المتوكل بأكبر مقر في إفريقيا مساحته 500 متر في مركب محمد الخامس، رغم أن الجمعية لا تملك أي بطل على حد تعبير المعزاوي. واستغرب المعزاوي من الدعم الذي يحظى به «مارطون السلطة» وكشف عن مراسلة من النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بعمالة مقاطعة الحي الحسني، تدعو رؤساء المؤسسات التعليمية ورؤساء الجمعيات الرياضية المدرسية إلى دعم المارطون المقرر يوم 26 أكتوبر الجاري، والمشاركة بكثافة في الملتقى. وفضل المعزاوي الذي كان مساندا من طرف مجموعة من الفعاليات الرياضية كالبطل العالمي خالد السكاح ومحمد نودير الرئيس السابق للجامعة وعبد اللطيف الطاطبي رئيس جامعة كرة اليد ومشيش العلمي الرئيس السابق لعصبة الدارالبيضاء، مهادنة جامعة ألعاب القوى في انتظار تدخل حاسم لإنهاء العبث.