«بالعرض بالطول.. «المساء» على طول» و«عهد الله لن نخون.. ونيني في العيون» و«للإرهاب رافضون.. ولنيني مساندون» و«كلنا فدا فدا.. للمساء الصامدة». و«المفسدين كرمتوهم.. والمناضلين سجنتوهم» تلك بعض الشعارات التنديدية والاستنكارية، التي رددتها الحناجر الصارخة والغاضبة لعشرات المحتجين من مناضلي الفرع الجهوي لحزب العدالة والتنمية وفعاليات نقابية وجمعوية وشبابية وقراء جريدة «المساء»، مساء يوم الجمعة 6 ماي الجاري أمام مقر قصر بلدية وجدة بشارع محمد الخامس، في الوقفة الاحتجاجية، التي دعت إليها الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية لجهة الشرق، للتنديد بالعمل الإرهابي، الذي ضرب مقهى «أركانة» بمراكش يوم الخميس 28 أبريل 2011 بمراكش، وكذا التضامن مع الصحافي رشيد نيني مدير جريدة «المساء». وهي الوقفة التي انضم إليها مواطنون ومواطنات من جميع الأعمار والشرائح المجتمعية. وعبرت الآراء التي استقتها «المساء» عن استياء عارم وغضب متأجج بسبب اعتقال رشيد نيني، في الوقت الذي كان ينتظر الجميع أن يتم تجاوز أوضاع الاحتقان الاجتماعي والسياسي بعد الحركية، التي عرفها المغرب مع انطلاقة مسيرات حركة 20 فبراير وبعد الخطاب الملكي ل9 مارس وما تضمنه من إصلاحات هامة وأساسية لبناء مغرب جديد قوي وديمقراطي. وتساءل الذين استقت «المساء» آراءهم إن كانت جيوب المقاومة والفساد ما زالت تؤمن بالقمع والاستبداد والتسلط، وهل ستقاوم هذه الإصلاحات التي تعاكس مصالحها وتسحب من يدها هذه السلطة، معبرين في الوقت ذاته عن مواصلة النضال بجميع الوسائل القانونية السلمية والحضارية. واختتمت الوقفة الاحتجاجية والتضامنية بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء العملية الإرهابية بمراكش، بعد تلاوة نص بيان الفرع الجهوي لحزب العدالة والتنمية في وجدة. واعتبر عبد الله هامل، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية بالجهة الشرقية، أن الإرهاب الأعمى وقمع الصحافة لا ينفكان يشكلان كماشتي الاستبداد وخنق الحريات، «لذلك فإننا ندين الإرهاب العدواني الذي ضرب مدينة مراكش وسقط جراءه شهداء وجرحى. كما نستنكر استمرار اعتقال رشيد نيني ونطالب بالإفراج الفوري عنه والتعاطي مع قضيته بالقانون والقانون فقط». من جهته، قال عبد العزيز أفتاتي، نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية ومستشار بمجلس جماعة وجدة، في تصريح ل«المساء»: «ذكرتني هذه بالمحنة التي يمر بها الأستاذ المقتدر والمناضل والصحافي المتميز رشيد نيني مدير جريدة «المساء» بالأستاذ الفنان ناجي العالي رحمة الله عليه، حنظلة الفلسطينيين وحنظلة العرب، الذي أصبح رمزا لمناهضة الاستبداد والديكتاتورية والتخلف والفساد في صفوف النخبة وحكام العرب، وأعتقد أن رشيد نيني وبدون مغالاة أو مبالغة هو حنظلة العرب في هذه اللحظة وحنظلة المغاربة». وأشار أفتاتي إلى أن رشيد نيني مرّ في الآونة الأخيرة إلى السرعة القصوى على غرار مجموعة من الفعاليات في هذا الاتجاه، بما فيها حركة 20 فبراير، الأمر الذي أدى بِهمْ للانقضاض عليه في محاولة لإسكاته ولإخراسه، مضيفا «أعتقد أنه ذهب مباشرة إلى ٍرأس الأفعى كما يقول الحكماء المغاربة، أو كما قال ناس الغيوان «رأس الحية»، وأنا أحييه على شهامته وشجاعته».