نظمت فدرالية النسيج الجمعوي بتيفلت، بحضور فعاليات سياسية وجمعوية ونقابية، عشية الأربعاء4 ماي الجاري، وقفة تضامنية حاشدة مع رشيد نيني، مدير جريدة «المساء»، وكذا إلى إدانة الأعمال الإرهابية التي عرفتها مقهى»أركانة» بساحة المغرب العربي (الخصة) في مراكش، حضرها أزيد من 400 شخص من مختلف الأعمار والأجناس ومن ممثلي أرباب الطاكسي الكبير بالمدينة وجمعيات بسيدي علال البحراوي وأرباب الطاكسي الصغير وتلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية. وردد المحتجون في الوقفة التضامنية، التي عرفت نجاحا من ناحية التنظيم، شعارات من قبيل «نيني كيفضح والمفسد كيشطح» و«شوفو شوفو المهزلة.. الصحافي في الزنزانة» و «عهد الله لن نخون.. و«المساء» في العيون». وتميزت الوقفة في بدايتها بترديد النشيد الوطني والترحم على ضحايا العملية الإرهابية الأخيرة، التي شهدتها البلاد والمطالبة بالإطلاق الفوري والحرية لابن الشعب رشيد نيني، الذي تعرض للاعتقال التعسفي بعد تطرقه لملفات الفساد المنتشر في العديد من المؤسسات الأمنية والعمومية ورفض تمتيعه بالسراح المؤقت، رغم الضمانات التي يتوفر عليها. وأوضح محمد العلوي، رئيس فدرالية النسيج الجمعوي بتيفلت، في الكلمة التي ألقاها نيابة عن رؤساء أزيد من 25 جمعية، بأن هذه الوقفة تأتي في ظرفية خاصة يعيشها المغرب في ظل الإصلاحات التي ينادي بها الشارع المغربي من أجل مغرب أفضل، وأن التفجيرات الإرهابية التي استهدفت مقهى «أركانة» بمراكش تعتبر فعلا إرهابيا «خطيرا» يستهدف أمن وسلامة الوطن والمواطنين. وأضاف أن الاعتقال التعسفي للإعلامي والصحفي، مدير جريدة «المساء» رشيد نيني، يعتبر منحى غير مقبول في الظرفية الحالية، باعتباره يضرب في العمق حرية التعبير والرأي الحر وأخلاقيات مهنة الصحافة، موضحا في نفس الكلمة بأن الشعب المغربي واع بالمرحلة الحالية وأن مطالبه اجتماعية محضة. كما أشار إلى أن اعتقال أبرز الصحفيين المشاكسين والجريئين في المغرب ما هو إلا ضريبة للقلم، الذي ألفه المغاربة ونوّر طريقهم، صغيرا وكبيرا ومثقفا وعاملا وإطارا وكل فئات الشعب، التي رأت في جريدة «المساء» ذاك القنديل الجميل الذي ينير طريقها من أجل الاطلاع على أهم الأخبار، ومن بينها أخبار ومواضيع تضرب في العمق الفساد الذي مل منه الكل. من جانب آخر، أوضح مراسل «المساء» في كلمته التي طلبت منه من طرف أعضاء الفيدرالية المنظمة للوقفة التضامنية، بأن أسرة «المساء» عازمة على مسايرة خطها التحريري الجاد، الذي رفعته تحت شعار (الخبر اليقين والرأي الحر) منذ تأسيسها، وبأن محنة رشيد نيني هي محنة كل المغاربة الأحرار والشرفاء المحبين للكلمة الصادقة باعتبار أن هذا الاعتقال التعسفي ما هو إلا محاولة للتشويش على جريدة المغاربة الأولى بامتياز، وأن خير دليل هو هذه الوقفة التضامنية، التي كانت سببا في جمع جميع الأطياف الجمعوية والسياسية والنقابية لأول مرة في تاريخ المدينة، وتعبيرا عن تضامن أهل مدينة تيفلت المناضلة مع الصحفي رشيد نيني في هذه الظرفية العصيبة. وأوضح المحامي ميلود عبوز، الذي انتقل من الخميسات إلى تيفلت للمشاركة مع فعاليات المجتمع المدني، بأن اعتقال رشيد نيني هو طرح خطير، إذ استغرب كيف أن صحفيا له شعبية يحسد عليها يتم اعتقاله، في حين نجد مفسدين معروفين على الصعيد الوطني، وعاثوا فسادا في الأرض، بدون حسيب ولا رقيب ودون معاقبة أو محاسبة على ما اقترفوه من اختلاسات مالية فادحة من أموال الشعب، مؤكدا في الكلمة التي ألقاها والشعر الذي قاله في حق «نيني» بأنه مستعد للانضمام إلى هيئة الدفاع عن مدير «المساء» حتى الموت، حسب تعبيره.