أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لقناة «سي بي إس» الأمريكية، أول أمس الأربعاء، أنه قرر عدم نشر صور جثة أسامة بن لادن الذي قتل على يد القوات الخاصة الأمريكية لما تشكله من «خطر على الأمن القومي». وأكد مسؤول أمريكي أن القوات الأمريكية، التي أغارت على المجمع الذي كان يعيش فيه بن لادن في باكستان الاثنين الماضي، أطلقت النار على أسامة بن لادن في وجهه، وإن قطعا صغيرة من الدماغ تظهر في صور الجثة، حسب تقارير لوكالتي «رويترز» و«الصحافة الفرنسية» يوم أمس الخميس. وكانت السيناتور الأمريكية كيلي أيوت قالت إنها رأت صورة بن لادن بعد مقتله، ولكنها تراجعت في وقت متأخر من أول أمس الأربعاء قائلة إنه لا يمكنها تأكيد صحة الصورة. وأكد رئيس اللجنة باك ماكيون أنه تم «تحديد هوية بن لادن عبر مقارنة الحمض النووي مع أمه وثلاثة من أبنائه. ولا يوجد أدنى شك في العملية». صور من قُتلوا مع بن لادن أظهرت صور، حصلت عليها وكالة «رويترز» والتُقطت بعد الهجوم الأمريكي على مجمّع سري كان يقيم فيه أسامة بن لادن متخفيا في باكستان، 3 قتلى راقدين مضرجين بالدم دون أن تظهر إلى جانب أي منهم قطعة سلاح. والتقط الصور مسؤول أمن باكستاني باعها الوكالة ولم يرغب في الكشف عن اسمه، وبثتها «رويترز» ليل الأربعاء، وقالت إنه التقطها بعد الهجوم بساعة تقريبا، حيث ظهر فيها رجلان يرتديان الزي الباكستاني التقليدي وثالث يرتدي قميصا، وجميعهم ظهروا وقد سالت الدماء من آذانهم وأنوفهم وأفواههم. ومع أن «رويترز» ذكرت أن أيا من القتلى الثلاثة «لا يشبه بن لادن»، فإن الذي ظهر في إحدى الصور كأصغرهم سنا ومرتديا القميص، بدا على شيء من الشبه بزعيم تنظيم «القاعدة» الراحل. وهو بدا في الصورة راقدا على ظهره وسط بركة دم سالت من جرح في رأسه كما يبدو. وحسب الوقت المسجل على الصور، فإنها التقطت في 2 ماي الجاري عند الساعة ال2:30 بعد منتصف الليل بالتوقيت الباكستاني، أي بعد ساعة تقريبا على إتمام الهجوم الذي قتل فيه بن لادن. كما التقط مسؤول الأمن الباكستاني صورا أخرى بين ال5:21 وال6:43 صباحا، وبثتها «رويترز» أيضا، لكنها من خارج المجمّع السكني المفروضة عليه حاليا حراسة مشددة. وظهر في إحدى الصور حطام طائرة هليكوبتر تركها الكوماندوز الأمريكي بعد أن تعطلت في المكان أو أصيبت. ولم يكن شكل ذيلها تقليديا، مما يشير إلى نوع غير معروف من القدرة على التخفي عن شاشات الرادار. وتثق «رويترز» في صحة الصور لأنها تظهر على ما يبدو طائرة هليكوبتر تحطمت في الهجوم، وتتطابق مع تفاصيل صور تم الحصول عليها من مصادر مستقلة يوم الاثنين الماضي، وهي مصادر أكدت أن القوات الأمريكية خسرت طائرة هليكوبتر في الهجوم بسبب مشكلة فنية ودمرتها في وقت لاحق. وتم التقاط الصور جميعها في تتابع ومساحتها واحدة، مما يشير إلى أنها لم تتعرض للعبث. كما يتطابق وقت وتاريخ الصور المسجل في بيانات ملف الكاميرا الرقمية مع ظروف الضوء في المنطقة، وكذلك مع الوقت والتاريخ المطبوعين على الصور نفسها. ويظهر في إحدى الصور، التي ركزت غالبا على أيدي القتلى وأذرعهم، كابل كمبيوتر ولعبة مسدس مياه بلاستيكي باللونين الأخضر والبرتقالي ملقاة تحت الكتف الأيمن لأحد القتلى، وتكونت تحت رأسه بركة دماء كبيرة. وفي صورة ثانية يظهر قتيل آخر يسيل الدم من أنفه إلى وجنته اليمنى وبقعة كبيرة من الدم على صدره. والمعروف أن الهجوم، الذي نفذته الوحدة الأمريكية الخاصة، استمر 45 دقيقة تقريبا، بينها 4 أو 5 دقائق فقط من قتال سريع بين الطرفين، بدأ بعد نزول عناصر الوحدة من المروحيات من دون أن يلقوا «سوى مقاومة محدودة»، حسب ما نقلته روايات تم جمعها في الحي، مما يعني أن المعركة كانت قصيرة وسهلة على المهاجمين وكأنها لم تكن. وقتل في الهجوم 4 رجال: بن لادن ونجله إبراهيم، إضافة إلى طارق وأرشاد خان وامرأة غير معروفة الهوية إلى الآن، فيما قال شرطي باكستاني زار المنزل، الذي كان بن لادن يقيم فيه منذ 6 سنوات، إن آثار دماء كانت في غرفتين فقط. ولم يكن بن لادن مسلحا عندما قُتل، ولا توجد في المجمّع أي تحصينات أو قبو أو مكان آخر يمكنه الاختباء فيه فرارا ممن هاجموه بغتة عند الفجر. وإذا كان صحيحا أن عدد القتلى من الرجال هو 4 فقط، فإن القتيل النحيف في الصورة، والمرتدي للقميص، هو أكثر المرشحين ليكون إبراهيم، نجل بن لادن. اليمن تعلن مقتل اثنين من كوادر القاعدة أكدت وزارة الدفاع اليمنية أن اثنين من القيادات الوسطى في القاعدة قتلا في اليمن، يوم أمس الخميس، في محافظة نائية ينشط فيها التنظيم، بينما قال سكان إنهم شاهدوا طائرة بلا طيار تحلق في ذلك الوقت، حسب تقرير لوكالة «رويترز». وأكدت الوزارة أن الرجلين شقيقان، وذكرت أنهما قتلا في محافظة شبوة. وذكر بعض السكان أنهم شاهدوا طائرة بلا طيار تحلق في الجو، فيما تحدث آخرون عن سماع انفجار في أعقاب ما اعتقدوا أنه صاروخ. وتأتي العملية عقب أيام قليلة على إعلان واشنطن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في هجوم على منزله داخل باكستان، باستخدام مروحيات وعناصر من الكوماندوز. وقد اتحد الفرعان السعودي واليمني في القاعدة في يناير 2009 لتشكيل «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» الموجودة بقوة في جنوب اليمن وشرقه حيث تتعرض قوات الأمن لهجمات غالبا. ويضم تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» رعايا من بعض الدول العربية ويرأسه اليمني ناصر الوحيشي، الذي تمكن عام 2006 من الفرار من السجن برفقة 22 آخرين، أما نائبه فهو السعودي سعيد الشهري الذي أفرج عنه الأمريكيون من معتقل غوانتانامو عام 2007. تنظيم القاعدة وإيران أصدرت لجنة مكافحة الإرهاب، التابعة للكونغرس الأمريكي، تقريرا يفيد بأن فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، كان يقدم كل أنواع الدعم إلى تنظيم القاعدة، حسب ما بثته قناة «العربية» يوم أمس الخميس. ويقول التقرير، الذي نشر بعد مقتل أسامة بن لادن، إن إيران عززت علاقتها بقيادات القاعدة بشكل خفي، وإن إيران أنشأت هذه العلاقة لمواجهة التأثير الأمريكي في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وأفاد التقرير بأن إيران تساعد في تجنيد عناصر القاعدة لتنفيذ هجمات ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها، مشيرا إلى أنه لم يتم تسليط الأضواء على هذا الموضوع بسبب الاعتقاد بأن إيران الشيعية لن تتعاون مع جماعات سنية كالقاعدة. وأكد التقرير أن العلاقة بين إيران والقاعدة أصبحت أقوى بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، مما أتاح لقادة القاعدة وعائلاتهم ملجأ داخل إيران. وحذر كاتب التقرير من أن ترك هذا الموضوع من دون دراسة قد يكلف الولاياتالمتحدة وحلفاءها الكثير. «أسامة بن لادن» يحطم أرقام ال«فيسبوك» تواصل الأنباء المتعلقة بمقتل زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، جذب الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جذبت صفحة بعنوان «وفاة بن لادن»، على موقع «فيسبوك»، أكثر من 150 ألف شخص، بعد أقل من ساعتين على ظهور أول تقارير تتحدث عن مقتله. وما زالت الصفحة، التي ظهرت على الموقع الاجتماعي الشهير في نفس توقيت إعلان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، مقتل بن لادن، في جذب المزيد من الزائرين كل دقيقة، حتى وصل عدد «المعجبين»، إلى حدود ظهر أول أمس الأربعاء بتوقيت إمارة دبي، إلى ما يقرب من 500 ألف زائر. كما تضمنت صفحة Osama Bin Laden Is DEAD الآلاف من التعليقات وروابط الفيديو الخاصة بالتقارير والأنباء المتعلقة بمقتل المطلوب الأول للولايات المتحدة والذي تتهمه السلطات الأمريكية بالوقوف وراء هجمات 11 شتنبر 2001 على واشنطن ونيويورك. ومن المثير للاهتمام أن الصفحة تبدو وكأنه قد تم الإعداد لها بشكل جيد، بطريقة قد تنم عن أنه تم التجهيز لها قبل وقت من إعلان الولاياتالمتحدة عن مقتل بن لادن، صباح الأحد الماضي، مما يغذي التكهنات بأن الرجل ربما قُتل قبل هذا الإعلان بوقت ليس بالقصير.
انسحاب الجيش من درعا واعتقال 300 شخص في سقبا أفادت تقارير من سورية بأن قوات الجيش والأمن السوريين اعتقلت 300 شخص، يوم أمس الخميس، في بلدة سقبا في ريف دمشق، وسط أنباء عن اتساع الاحتجاجات المناوئة للسلطات، رغم محاولاتها فض التظاهرات بالقوة. من جهة أخرى، قال العميد رياض حداد لوكالة «فرانس بريس» إن القوات السورية، التي تحاصر مدينة درعا جنوب العاصمة دمشق منذ 25 أبريل الماضي، «ستبدأ انسحابها الخميس»، يقصد يوم أمس. وفي سياق متصل، قال شهود عيان إن دبابات ومدرعات انتشرت حول مدينة الرستن، شمال العاصمة السورية دمشق. وكان التوتر قد تصاعد يوم الجمعة الماضي في المدينة، واتهمت مصادر حقوقية استخبارات الجيش السوري بقتل 17 متظاهرا في المدينة بعد استقالة 50 من أعضاء حزب البعث هناك. وقالت أنباء إن انتشار الدبابات حول الرستن جاء بعد رفض سكان المدينة اقتراحا من عضو حزب «البعث»، صبحي حرب، بتسليم مئات المطلوبين مقابل بقاء الدبابات خارج المدينة. وفي بانياس، قال شهود عيان لوكالة «رويترز» إن الجيش السوري أقام نقاط تفتيش في المدينة وقام بفصل الأحياء ذات الأغلبية السنية عن تلك التي يقطنها العلويون، ونفذ حملة اعتقالات. كما ذكرت وكالة «رويترز» أن مئات الجنود السوريين اقتحموا بلدة سقبا بضواحي العاصمة دمشق وداهموا منازل في إطار حملة اعتقالات. جاء ذلك فيما علمت «بي بي سي» بقيام قوات أمنية ومسلحين مدنيين باقتحام مستشفى حمدان ومستشفى النور في بلدة دوما، قرب دمشق، واعتقال 10 أشخاص بعد «ضرب المرضى والأطباء هناك». وقال ناشطون ل«بي بي سي» إن قوات الأمن انتشرت في أنحاء حمص وإن الدبابات تتجه نحوها. وتخضع مدينة درعا الجنوبية حيث اندلعت الاحتجاجات لحصار بالدبابات. وأفادت تقارير، أول أمس الأربعاء، بحوادث إطلاق نار واعتقالات في المدينة. وقد صرح ضابط كبير في الجيش السوري لوكالة «فرانس برس» بأن قوات الجيش ستنسحب (اعتبارا من يوم أمس الخميس) من وسط مدينة درعا. ولا يسمح الجيش لأحد حتى الآن بدخول درعا ومخزونها من الغذاء والأدوية يتناقص وفقا لبعض سكانها. ولا تزال خطوط الاتصالات بالمدينة منقطعة، إلا أنه تمت إعادة توصيل الطاقة الكهربائية في معظم أنحائها، وفق ما يقوله هؤلاء. وكان آلاف السوريين خرجوا إلى الشوارع في شمال البلاد للمطالبة بمزيد من الحريات السياسية والاجتماعية. وتفيد أنباء بأن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع واعتقلت العديد من المتظاهرين، ولكن لم يتسن التأكد من ذلك من أي جهة مستقلة. كما واصلت قوات الأمن حملة اعتقالات واسعة في عدة مدن سورية. وقالت مصادر حقوقية إن قوات الجيش والأمن في سورية قتلت نحو 560 متظاهرا في أنحاء البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد في 18 مارس الماضي. من جهة أخرى، حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الرئيس السوري بشار الأسد على التعاون في تحقيق يجريه مجلس حقوق الإنسان حول مقتل متظاهرين في سوريا خلال الاحتجاجات التي تشهدها البلاد.