تتناسل داخل مدينة طنجة إشاعة قوية مفادها أن سفاحا ملثما يرتدي زي النساء، يتجول داخل المدينة ويذبح النساء، أما الرجال فلا يقترب منهم وأن مشكلته فقط مع النساء. مروجو هذه الإشاعة داخل المدينة رسموا لها «سيناريوها» على قدر كبير من الخطورة، يشير إلى أن هذا «السفاح» يقوم بقتل النساء بدافع انتقامي، ذلك أن امرأة أتته ذات يوم، وهو يعمل خبازا داخل فرن، وسلمته صحنا كبيرا مغطى، وعندما سيكشف عن هذا الصحن سيجد رضيعا صغيرا، اتهمته المرأة بأنه ابنه وعليه أن يعترف به. وحسب هذه الإشاعة التي اقتحمت بيوت المدينة ومدارسها وأماكنها العمومية، فإن هذا «السفاح» أراد الانتقام، فبدأ بالسيدة التي أتته بالرضيع، ثم بعد ذلك انتقل إلى نساء المدينة. وبدت هذه الإشاعة عصية على التصديق، وأقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة، ذلك أن أخبار الجرائم تنتشر داخل المدينة بشكل مهول، فكيف إذا وقعت جرائم عديدة ! غير أن موقف السلطات الأمنية بدا غامضا فمن جهة، يحذر بعض عناصر الأمن الذين صدقوا هذه الإشاعة، تلاميذ المدراس من عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، ومن جهة أخرى، تصدر تصريحات من مسؤولين أمنيين ينفون هذه الإشاعة. وكان مطلوبا أن تصدر ولاية أمن طنجة بيانا تطمئن فيه سكان طنجة، من عدم وجود أي «سفاح»، وبالتالي تضع حدا لهذه الإشاعة.