عاشت مدينة الدارالبيضاء، كما هو معلوم، منذ الأيام الأولى لشهر شتنبر المنصرم ، على إيقاع «إشاعات» بشأن شخص «سفاح» يستهدف النساء بالأساس، «إشاعات» انطلقت من تراب ليساسفة، لتعم مختلف أرجاء المدينة بل وصلت أصداؤها لأقاليم بعيدة ! بعد أن أضافت لها الألس «توابل» تزيدها تهويلا... للإقتراب أكثر من هذا «الموضوع»، كانت لنا اتصالات بالعديد من المواطنين من مختلف الأعمار : تقول (ف.ك ، في الثلاثينات من العمر) بشأن دواعي ارتكاب «السفاح» المزعوم هذه الجرائم: «كان يشتغل في «فران»، و في يوم من الأيام جاءته سيدة تحمل «لاطة»مغلفة بأوراق الألمنيوم، بها شيء ما اعتقد الرجل أنها دجاج أو ما شابه ذلك، فأدخله إلى الفرن وانصرفت المرأة التي كانت ترتدي «النقاب» ، فلم يستطع التعرف عليها. وفي المساء جاء صاحب (الفران) ليقفل المحله فأخبره «السفاح» بأن هناك «لاطة» لم تحضر صاحبتها لحملها .فإذا بصاحب الفران يكشف عن محتوى (اللاطة) ليجد طفلا صغيرا قد احترق كليا ، فاتهمه بأنه هو من قام بهذه الجريمة، فأبلغ رجال الأمن، ليُلقى عليه القبض ويحكم عليه ب30 سنة سجنا ، خرج منه وحشا مفترسا حاقدا»! (ف.س) أستاذ للفكر الإسلامي ، يقول: «السفاح» هو شخص خرافي لا وجود له، إنما هو وجه آخر لسياسة جاء بها الغرب ضد مبدأ ارتداء «النقاب»، أي أن «السفاح» يرتدي النقاب ليتستر به على أفعاله و ليوقع به ضحاياه، و هذا ما يجعل الناس يخشون كل من ترتدي نقابا ، مما خلق شعورا من الارتياب ، مثلا، خلال الأسبوع الماضي في سيدي مومن، كانت هناك امرأة تمشي مرتدية النقاب بالقرب من دوار (ن.ت) فإذا بها تفاجأ بأطفال يرمونها بالحجارة وهم يصيحون (سفاح...سفاح)»! أما أحد الأطفال الصغار، فيقول ببراءة : «أنا أخاف أن أذهب إلى المدرسة منذ أسبوع خوفا من (السفاح) ، ماما تقول لي ماتخرش لايجي السفاح ويشفرك»، مواصلا: «لكن أنا بغيت نلعب مع صحابي و ماما تتديني او كتجيبني في الصباح أو العشية». مواطن آخر يرى : «أعتقد أن «السفاح» إشاعة شكلت قنبلة غزت عقول سكان مدينة البيضاء بكل ما ترمز إليه من تحضر وأحياء راقية وجامعات، واستطاعت أن تنطلي على الأغلبية(!) السفاح الحقيقي هو غلاء الأسعار وارتفاع ثمن المواد الأساسية.. هذا هو السفاح الأساسي»! أستاذ متقاعد: (لقد تابعت «مغامرات» السفاح المزعوم بكل اهتمام، انتقل من الحي الفلاني إلى الحي الفلاني، قتل السيدة الفولانية ..وهلم جر من مثل هاته الروايات، وفي نهاية «المسلسل» اعتقل السفاح ثم شنق نفسه بأحد السجون»! إنني «أعتقد أنها خدعة لها أبعاد تجارية من قبل بعض «الجرائد» المحسوبة عنوة على الصحافة»! روايات عديدة استمعنا إليها بشأن « السفاح» المزعوم، تؤشر على حقيقة واحدة ، وهي أن الإشاعة من السهل أن تُشغل الناس، من كافة الشرائح، مادامت «التربة خصبة»، بالنظر ل«الأمية المنتشرة» في أكثر من ركن بأحياء المدينة!