عالمنا العربي مليء بالظواهر الإجتماعية التي تستحق منا التأمل والدراسة لما لها من أثر بالغ على مسار الحياة الطبيعية للعديد من الشرائح الإجتماعية،ومن بين هذه الظواهر التي وجدت منبتا خصبا للتغلغل في مجتمعنا نجد ظاهرة الإشاعة،وهطه الأخيرة بكل بساطة هي إذاعة خبر معين بين الأوساط الشعبية دون الوثوق من صحته،قد يكون كاذبا أو صحيحا،وغالبا ما تكون الإشاعة كاذبة ولا تكون صحيحة إلا إذا كان يُراد من إذاعة صحتها هدف معين. عالمنا العربي مليء بالظواهر الإجتماعية التي تستحق منا التأمل والدراسة لما لها من أثر بالغ على مسار الحياة الطبيعية للعديد من الشرائح الإجتماعية،ومن بين هذه الظواهر التي وجدت منبتا خصبا للتغلغل في مجتمعنا نجد ظاهرة الإشاعة،وهطه الأخيرة بكل بساطة هي إذاعة خبر معين بين الأوساط الشعبية دون الوثوق من صحته،قد يكون كاذبا أو صحيحا،وغالبا ما تكون الإشاعة كاذبة ولا تكون صحيحة إلا إذا كان يُراد من إذاعة صحتها هدف معين.وتختلف الإشاعات ويختلف وزنها وقيمتها تبعا لنوعية الموضوع او للوزن الإجتماعي للشخص او المكان المستهدف.وعندما تتردد الإشاعة بين فئات كبيرة من ساكنة البلد فإنها تكون في مرحلتها الأخيرة من التصديق ولو كانت في واقع الأمر كاذبة،لكن مع استمرار تداولها لمدة من الزمن،قد يحددها العرف الإجتماعي،تصبح الحقيقة بعينها ولو لم يوجد الدليل على ذلك.وقد تكتسي الإشاعة طابع الخطورة عندما تتعلق بالمس بكرامة الشخص أوالبلد المقصود،وأكثر ما تكون إما بدافع انتقام أوحسد أو كسب مادي.وقد تكون أيضا على المستوى الرسمي بحيث يراد منها جس نبض الرأي العام ورد الفعل الشعبي عندما يُراد تمرير قرار اجتماعي معين.وللأسف فبعض الجرائد والمجلات،بعد بوارها،وتخلي القراء عنها،بدأت تتبنى الإشاعة كنوع من الإثارة لاستمالتهم سعيا وراء الكسب.ونظرا لتدني مستوى الوعي في الأوساط الإجتماعية تجد هذه الصحف مرتعا خصبا للتداول،وينشط الرواج لدى أصحاب آلات النسخ،لينال الجميع حظه من الإطلاع على الإشاعة،حتى الأطفال منهم عندما يصبح تبني هذه الظاهرة ورعايتها من المصادر المعدة سلفا لنشر الوعي،والمفروض فيها المصداقية والنزاهة في إذاعة الخبر، فهذا مؤشر خطير على تأهيل الراي العام للسذاجة الفكرية ليكون قابلا لتصديق الإشاعة والخرافة. فبعد وحش فكيك الذي اتضح بأنه نوع من كلاب ضالة لم تستطع الساكنة تحديد فصيلتها،تتواجد رفقة حيوانات كالكلاب والخنازير البرية والحمير الضالة،في المنطقة الممتدة عبر واد زوزفانة إلى منطقة لعمور ما بين المغرب والجزائر،مازالت إحدى المنشورات الصادرة بمدينة تاوريرت،تصر على "خبرها" الذي نشرته بعددها الأخير،والذي أحدث البلبلة وزرع الرعب وسط ساكنة المدينة التي تنتشر فيها الأمية بشكل رهيب،مما اضطر معه المجلس البلدي لطرحها كموضوع نقطة في جدول أعمال دورته العادية التي من المقرر انعقادها يوم الأربعاء 28 من الشهر الجاري،وقد أجمعت آراء بعض مستشاري البلدية ممن اتصلت بهم "بيان اليوم" على أن المجلس سيناقش إمكانية رفع دعوى قضائية ضد من أذاع تلك "الشائعة". الخبر مفاده أن "الغول" موجود بتاوريرت،فقط لأن منشورا جاء فيه بأنه "عندما نقل أحد الأشخاص للمستشفى الإقليمي بتاوريرت في حالة غيبوبة ظل عليها طيلة الليلة ولم يتسن له إلا في اليوم الموالي لينطق بجملة واحدة أمام الطاقم الطبي ليشرح أسباب ما وقع له : لقد رأيت غولا.. كانت هذه هي الجملة الوحيدة التي قالها هذا الشخص قبل أن يفقد الكلام إلى حدود الساعة... ربما من قوة الصدمة.فالرجل يبدو سليما عقليا أفادت التحريات التي أجرتها الخبر أنه كان يوم الحادث يرعى الغنم كعادته بمنطقة تدعى الرحاحلة بقبيلة لكرارمة..."،وأضاف بأن موضوع "الغول" قد أثار "جدلا واسعا ليس على مستوى مدينة تاوريرت و الجهة الشرقية فحسب ..وعلى إثر نشر هذا الخبر استقت جريدتنا عدة شهادات مثيرة حول هذا الغول لأشخاص لهم ما لهم من مصداقية من مثقفين وأساتذة و شيوخ وصغار،رجال ونساء يؤكدون رؤية هذا الغول،شهادات تستدعي التوقف ولو من باب الفضول...رغم تباين تعليقات المواطنين بين من اكتفوا بإرجاعه إلى الخرافة دون الخوض أكثر في الموضوع،وبين من تحدثوا عن لص يرتدي قناعا،بل منهم من قال أن هذا الشخص المقنع فكرة لبعض الفلاحين من قبيلة لكرارمة المتواجدة بضواحي مدينة تاوريرت الهدف منها حماية غلة التين والزيتون و تخويف اللصوص...و من ضمن الشهادات المثيرة،إحداها لأستاذة بإحدى الإعداديات بتاوريرت فضلت عدم الكشف عن هويتها"،وأفادت إحدى التعاليق بموقع إلكتروني شخصي بتاوريرت على "الخبر"،بأن "العيونالشرقية بدورها ظهر فيها غول وقد استوطن الوادي المحاذي للمدينة والذي يوجد في ناحية الطريق المؤدية إلى قرية تانشرفي،وهو لا يخرج إلا بليل".