في خطوة تصعيدية قام عمال ومستخدمو شركة «ألزا» الإسبانية للنقل الحضري باحتجاز أزيد من 45 حافلة بمحطة المسيرة بإنزكان وذلك على خلفية الأوضاع المتردية التي أضحى يعيشها هؤلاء داخل الشركة حسب تعبير بعض أعضاء المكتب النقابي للشركة. جاء ذلك عقب إعلان المكتبين النقابيين للمستخدمين بالشركة عن تنظيم اعتصام أمام المقر الرئيسي للشركة بالمنطقة الصناعية تاسيلا للاحتجاج على الأوضاع داخل الشركة واستمرار طرد مجموعة من المستخدمين من بينهم أعضاء المكاتب النقابية. ومباشرة بعد علمها بالخطوة النضالية، التي قررها المكتبان النقابيان، قامت بتوزيع الحافلات على مجموعة من المحطات في خطوة لتفادي عرقلة خروج الأسطول من المرآب من طرف المعتصمين إلا أن المستخدمين نقلوا اعتصامهم إلى محطة المسيرة بقلب إنزكان حيث كان أكبر تجمع للحافلات، وفي الوقت الذي لم تقم الشركة بأي محاولة لتشغيل هذه الحافلات المتواجدة بهذه المحطة البالغ عددها حوالي 45 حافلة، فقد ظل المحتجون يطوقون المكان في انتظار أن تفتح معهم الشركة باب الحوار، وإلى حدود ساعات متأخرة من ليلة يوم الثلاثاء الماضي لم تقم الشركة بأي مبادرة في اتجاه فتح الحوار مع المعتصمين. وفي السياق ذاته، أشار بيان صادر عن المكتبين النقابيين الممثلين للمستخدمين بالمناسبة إلى أن الوضعية داخل الشركة أصبحت جد متأزمة بسبب ما وصفه البيان بسلسلة التعسفات التي طالت المستخدمين، الذين تم طردهم وتعويضهم بسائقين جدد، إضافة إلى ظروف العمل التي أصبح فيها السائق يقوم بمجموعة من المهام والتي يجمع فيها بين مهمة القابض والمراقب والسياقة والحراسة، فضلا عن مجموع الاعتداءات التي يتعرض لها هؤلاء من طرف المنحرفين المشردين واللصوص. هذا وطالب البيان بإرجاع كافة المطرودين والموقوفين منذ انطلاق نشاط الشركة مع تعويضهم عن مدد الطرد، وكذا تفعيل القانون الأساسي للوكالة بعد تعديله وتتميمه ليساير الوضع القانوني الحالي، وتوظيف قابضين لتمكين السواق من القيام بمهام السياقة، تفاديا لتكرار حوادث السير التي يتسبب فيها السائقون الذين يجمعون بين كل هذه المهام ، خاصة تلك الحادثة التي ذهب ضحيتها مؤخرا ثلاثة أطفال فيما لازال ثلاثة سائقين رهن الاعتقال على ذمة هذه الحوادث. وذكرت مصادر متتبعة للموضوع أن هذا الملف مرشح للمزيد من التصعيد; خاصة بعد أن قرر متقاعدو الوكالة المستقلة للنقل الحضري الدخول على الخط والانضمام إلى المعتصمين.