لم يتوقف سيل الانتقادات الصحافية لسلسلة «زينة الحياة»، التي شُرِع في بثها، منذ 4 من أبريل الجاري، على القناة الأولى، يوميا، من الاثنين إلى الخميس، كأول عمل «تيلي نوفيلا» في المغرب وإفريقيا. وقد أجمع عدد من الصحافيين على أن العمل، رغم مرور أسبوعين على عرضه، لم يستطع شدَّهم كمتفرجين واعتبروه خاليا من «البهارات الدرامية»، على غرار المسلسلات التركية. كما أشار آخرون إلى بعض الهفوات التي عرفتها الحلقات الأولى، آملين أن تستطيع السلسلة شدهم خلال باقي الحلقات، التي تمتد إلى 120 حلقة، فيما وجد البعض أنه باستثناء بعض الأعمال البرازيليية في «التيلي نوفيلا»، التي تعتمد على مخرجين إلى ثلاثة وبخبرة تسبقنا لعقود طويلة، فإن اعتماد السلسة المغربية على 12 مخرجا هي مجازفة ستؤثر على الرؤية الفنية للعمل وعلى جودته وعلى إدارة الممثلين، خاصة أن لكل مخرج رؤية خاصة. كما انتقد بعض المهتمين طريقة تمثيل الفنانين المغاربة الذين قالوا عنهم إنهم ما زالوا خارج دائرة الإبداع وإن الاعتماد في السلسلة على ممثلين جلهم من الوجوه الجديدة، بعضهم يقفون لأول مرة أمام الكاميرا، مجازفة. أما نبيل عيوش، منتج السلسلة، فقد دافع عن عمله، مؤكدا أن «العمل يبرز تطور حالة الدراما في المغرب». وقد بدا عيوش متفائلا بسلسلته الجديدة، التي بدأت حسب التقديرات الأولية لنسبة المشاهدة في لفت انتباه المشاهد وفي تحقيق نسبة مشاهدة مهمة، مؤكدا أن هذه النسبة قابلة للارتفاع مع توالي أحداث المسلسل. وأشار عيوش إلى أن العمل عرف تسخير وسائل بشرية وتقنية متعددة لإنجازه وتكلف 15 كاتب سيناريو بكتابته، فيما تكلف أربعة مديرين بإدارة الكتابة. وأشار عيوش إلى أن «المسلسل يحقق نسبة مشاهدة مهمة وأن عدد متابعيه قابل للارتفاع مع توالي حلقات المسلسل التي ستعرف أحداثا أكثر إثارة وتشويقا». وأوضح عيوش أن سبب تناوب 12 مخرجا على إخراج 15 حلقة من إجمالي عدد حلقات العمل هو رغبته في إتاحة الفرصة للمواهب والطاقات الشابة. كما أنه اعتمد على وجوه شابة، أغلبها غير معروف عند الجمهور المغربي، لإيمانه بأنها تستحق فرصة لإبراز مواهبها وطاقاتها الإبداعية. ونفى عيوش ما راج حول ميزانية الفيلم، مؤكدا أنها لم تتجاوز حوالي مليار ونصف مليار سنتيم، فيما أكد مصدر ل«المساء» أن العمل كلف حوالي 4 ملايير سنتيم. كما أشار المصدر إلى أن عملية الإنتاج والتمثيل استثنت الممثلين والمخرجين المعروفين، مما يعني إفراغ دعم الدراما من أي محتوى. وأكد نفس المصدر أن أجر غالبية المشاركين في الأفلام الصناعية لم يكن يتجاوز 300 درهم لليوم، وهي مبالغ هزيلة لا تتناغم مع فكرة دعم الطاقات والنهوض بالدراما... و«زينة الحياة» إنتاج مشترك بين شركة «عليان» والشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، استفادت من خبرة «تيلي فرانس»، المعروفة في مجال السمعي -البصري في تقديم النصح والإرشاد في كتابة السيناريو وتطوير الإنتاج. وتدور السلسلة حول عوالم المنعشين العقاريين وتصف كيف أن عالم الأعمال لصيق بالعالم الخصوصي للشخصيات. كما تتطرق لفشل القصص الغرامية وتجول بالمُشاهد في عالم العلاقات العائلية، دون إغفال تصوير حالات الصراع المحتدم حول الإرث. تحيل «زينة الحياة» على مجموعة من الدسائس، التي يحكيها أبطال السلسلة بعضهم لبعض، على الصعيدين العائلي والعملي، حيث يتماهى الصلح مع الانتقام. وفي ارتباط بإنتاجات عيوش، علمت «المساء»، من مصدر مطّلع، أن الجمعية المغربية للمنتجين المبدعين بالأمازيغية تستعد لإصدار بلاغ حول مصير ملايير «فيلم أنديستري»، على ضوء استقبالها احتجاجات من ممثلين ومنتجين ومحرجين تم تهميشهم من إنتاج 30 فليما أمازيغيا.